كتاب سبر

مو هذا مرزوق اللي نعرفه

يوم الأحد الماضي عُقد اجتماع في ديوان المفرج وقد ضم الاجتماع شخصيات سياسية منها مشاري العنجري وموضي الحمود وعلي الموسى وعبدالوهاب الوزان وعادل الصرعاوي وحسن جوهر وآخرين، وقد وجهت الدعوة في الاجتماع لرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم لسماع وجهة نظره في الأحداث السياسية المحلية ورده على الانتقادات التي وجهت له.
 في الاجتماع تعرض مرزوق الغانم إلى الكثير من الانتقادات وخاصة من قبل موضي الحمود وعلي الموسى وحسن جوهر الذي كان أقساهم نقداً لمرزوق، وتركز الانتقاد على مواقف مرزوق الغانم في مجلس الأمة واختلافها الكبير عن مواقف مرزوق الغانم قبل أن يصبح رئيساً للمجلس وعلى ضرورة أن يراعي مرزوق منصبه الذي يتطلب الحياد والرزانة. 
الرسالة المختصرة التي أوصلها الحضور لمرزوق الغانم أن “هذا مو مرزوق اللي نعرفه”.
في المقابل دافع مرزوق الغانم عن وجهة نظره في المواقف التي اتخذها، مؤكدا أنه لا يستطيع أن يظل صامتاً في ظل صراع مدمر بين أطراف الأسرة، بل وطالب الحضور بالتوجه إلى سمو الأمير لمناشدته بحسم الصراع بين الشيخ ناصر المحمد والشيخ أحمد الفهد لأن استمرار الوضع الحالي خطير، وأسرّ الغانم للحاضرين بأن الأسرة سوف تجتمع يوم الأثنين (الفائت) لاتخاذ موقف حاسم من أحمد الفهد، والذي يعتبره مرزوق الغانم كما ذكر في مقابلة “الراي” “العراب” في كل ما يحدث بمساعدة ودعم من علي الخليفة مالك جريدة وتلفزيون الوطن.
ما يهمنا في الاجتماع الذي أشرنا له أن هناك استياءاً بالغاً من تصرفات مرزوق الغانم فيما يخص شطب الاستجوابات وتدخله في قضية الشريط والطريقة التي ظهر فيها في مقابلة الراي وبدا وكأنه أصبح طرفاً في هذا الصراع، وهذا الاستياء وصل حتى إلى المجاميع المقربة من مرزوق وتم إبلاغه به بشكل مباشر.
 الأمر الآخر هو أن استمرار مسلسل ويكيليكس الكويتي الذي توقعنا حصوله وآخر حلقاته حلقة “أماندا” سيزيد من السخط الشعبي على الحكومة والمجلس بل وحتى على النظام برمته. 
غالبية الناس لديهم انطباع بأن أطراف السلطة منشغلة بصراع الشيوخ والتجار في الوقت الذي تتفاقم مشاكل الناس دون أن تجد لها حلاً في ظل حالة من الإحباط الشديد لدى الناس بسبب حجم الفساد الذي يتكشف بشكل يومي، وأصبح محل تندر من قبل العامة ولعل أحدها أمر عمل بقيمة نص مليون لبناء بيت للفيل وربع مليـون لبناء أقفاص للقردة وربع مليون آخر لبناء ثلاثة حمامات.
في ظل حالة البلادة وعدم الاكتراث التي يعيشها أصحاب القرار وعدم تحريكهم لا ساكن ولا متحرك فإن الواقع السياسي المزري يحتاج إلى “طراق حامي” من الشعب يعيد إلى أصحاب القرار والطبقة السياسية ككل بعض رشدها، ولا أشك أن “الطراق” قادم لا محالة”.
salahma@yahoo.com