كتاب سبر

وكان بإمكانهم ألّا يكونوا

قال تعالى:”لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لايجاورونك فيها إلا قليلاً ملعونين..”
لم تخل الانسانية زمناًمن هذه الأصناف التي تظهر مالاتبطن،وهو النيل من كل مالا يتماشى مع مصالحها،ويساير هواها.تسر بالشر وتعلن الخير،يخفون في أنفسهم مالايبدون لك،ويقولون بألسنتهم ماليس في قلوبهم.
وقد يغتر بهؤلاء بعض من ليس بصنفهم ممن لايعلم بحالهم،فيكون في صفهم،وحرباً على الإسلام معهم.
والإرجاف هو العمل بالقول على زعزعة الإيمان بالعمل،وقد يتلون بالنصيحة أو الوطنية،والحرص على المصلحة العامة،وغير ذلك مما يمكن أن يلوذ به هؤلاء،مايخفون به إسرارهم.
وخطورة هؤلاء تكمن في عدم تمايزهم عن صف المؤمنين،وكونهم عوناً داعماً دائماً للعدو!!
وإني ليحزنني أن أرى بعض أفاضل الناس في صف هؤلاء وحماسهم،دون أن يحاول أن يجلس إلى نفسه،يراجع ماقد يكون فيه مخطئاً.!!
إن كثيراً من هؤلاء بنى حكمه على تصور قد يكون نتيجة متابعة جهة من الأخبار دون جهة،فيكون قد سمع خصماً،وأغفل سماع خصم،وذلك حكم بالشهادة الناقصة،فحري أن يكون ساقطاً لايلتفت إليه.
وحقيق بالمسلم اليوم وهو يرى الحرب العالمية على الإسلام السنّي جليةً في الشام والعراق ومصر،ألّا يبادر بانتقاء الخبر،بل يسمع للجميع ليتمحص الخبرالصحيح،وبالأخص بوجود قنوات أجيرة كاذبة،عميلة للأنظمة المتآمرة على شعوبها،التي أحست يقيناً أن طوفان الربيع العربي سيغمرها..وهو غامرها.
قلت لأحد الأفاضل:إنك تؤمن بالديمقراطية،وقد اختار شعب مصر  مرسي رئيساً عن طريق الديمقراطية،فكيف آمنت بعد ذلك بالانقلاب ؟! فأجاب دون روية وبكل عامِّيَّة وثقة:شيخ زوّروها الإخوان زوّروها،هذي انتخابات مزورة.
 
فقلت:من أنبأك هذا؟! قال:موجود،موجود في الفضائيات،ماشفت الأخبار؟!
إني لأعجب لمن يُسلمون عقولهم لمثل هذا الإرجاف،بكل هذه العفوية،وبكل هذه البساطة بمثل هذا الوقت الحرج الذي يحتاج المسلم فيه لدعم أخيه المسلم،وقد تمالئت على الإسلام ملل الكفر والنفاق،وبات واضحاً للعيان فسطاط الإيمان، وفسطاط النفاق!!
 
ثم يتبرعون بكل”سخاءٍ”بسمعهم ليكونوا أذناًلهم،وأقماعاً لأقوالهم،وكان بإمكانهم ألا يكونوا،ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ويلٌ لأقماع القول،ويل للمصرين،الذين يصرون على مافعلوا وهم يعلمون.!!..لكنها الغفلة أو الهوى.
كتبه: حمدالسنان