كتاب سبر

الرصاصة في جيب أحمد الفهد

الإنذار القضائي الموجه من قبل الشيخ أحمد الفهد لرئيس الحكومة الشيخ جابر المبارك يدل على أن أحمد الفهد قد رمى بقفاز التحدي أمام خصومه، وأنه عازم على المضي في المعركة إلى النهاية.
 الإنذار القضائي من أحمد الفهد لجابر المبارك بإمهاله عشرة أيام فقط لتزويده بالتقارير التي تثبت صحة “التسجيلات” وتزويده بأسماء الشركات التي ذكر رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بأنها فحصت الأشرطة وأثبتت “فبركتها”، هذا الإنذار هو بمثابة تهديد صريح من أحمد الفهد بأنه لن يسكت، وذلك كان واضحاً في الإنذار بقوله أنه “يحرص على حماية الكويت من غدر الغادرين” وهو بالتأكيد يقصد أطراف قضية الشريط ناصر المحمد وجاسم الخرافي، ثم يكمل أحمد الفهد في إنذاره أو تهديده بأنه سيعمل “لحماية امن واستقرار الكويت وحماية مصالحها مهما كلفه الامر ذلك”، ثم يصل بالأمر إلى نهايته على طريقة “إياك أعني وأسمعي يا جارة” بالقول أنه “لن يتوانى اطلاقا عن مواجهة كل من يريد السوء بالكويت”.
 من الواضح من إنذار أحمد الفهد لجابر المبارك أنه لبس عدة الحرب وتجهز للمعركة وتهيأ لها وأنه مستعد للنزال. 
الكثيرون اعتقدوا أنه بعد أن تم تحويل موضوع الشريط للنيابة العامة وتم حظر الحديث عنه سيتم طمطمة الموضوع على الطريقة الكويتية ، ولكن من الواضح أن الأمور تسير عكس ذلك الاتجاه، وكما توقعنا من قبل فإننا مقبلون على ويكيليكس كويتي من الطراز الخطر جداً لأن أطراف الصراع “مو سهلين” وكل منهم يمتلك ترسانة من أدوات الحرب ولن يتورع أي منهم في استخدام الأسلحة المحرمة وأسلحة الدمار الشامل إذا ما رأى ضرورة لذلك، والأرجح أننا بدءاً من اليوم سوف ندخل في صيف سياسي ساخن جداً لا نعرف كيف سينتهي.
غالبية من يتابع قضية الشريط وصراع الشيوخ كان يتساءل دوماً عن موقف أصحاب القرار من هذه القضية ولماذا لا يتم حسمها.
أصحاب القرار وفي لقائهم الأسبوع الماضي مع مجموعة الـ 18 أبدوا اقتناعهم بأن “الأشرطة” مفبركة، ولكن لم يكن هناك جواب شاف عن سبب عدم حسم الأمور، والتحليل الوحيد لعدم حسم الأمور من قبلهم هو أن هناك تخوفاً من ردة فعل أحمد الفهد في حال تمت معاقبته، فأحمد الفهد ليس من النوع الذي يستسلم بسهولة، وهو بحكم قربه من مراكز صنع القرار لفترة طويلة يملك الكثير من الأسرار التي يمكن أن تثير عاصفة هوجاء إذا ما خرجت إلى العلن في حال شعر أنه محاصر أو أن مستقبله السياسي مهدد بالخطر، كما أن معاقبة “شيخ ولد شيخ ولد شيخ” بصورة علنية وخاصة إذا كان بوزن أحمد الفهد أمر غير معتاد في الأسر الحاكمة في منطقة الخليج.
لا أعتقد أن أحمد الفهد سوف يتردد بعرض “التسجيلات” علنا بطريقة أو أخرى وربما أمور أخرى أكثر خطورة، ولكن الأرجح أنه يفكر فقط في اختيار الوقت الذي يناسبه وفي المقابل لن يسكت خصومه ومنهم مرزوق الغانم على ذلك. 
الخلاصة أن الرصاصة –وربما الرصاصات- لا تزال في جيب أحمد الفهد.
حكمة لعبدالرحمن الكواكبي: صرخة في واد ذهبت اليوم مع الريح قد تذهب غداً بالأوتاد.
 
salahma@yahoo.com