كتاب سبر

شركاء في الثروة و”الاستثوار”.. بقلم خلود الخميس

سمعة الكويتيين التي تروجها الدولة عنهم أنهم طمّاعين ” يبون فلوس ” وبس، مؤسسات الوطن مسخرة لـ “مسخرة” المواطن بدلاً من خدمته والوقوف عند أبواب رضاه وراحته، الوضع طبيعي فأنت في الكويت، بلد المليون مواطن ومليار “هوشة”!
ماشي، لنفترض أن تلك الفرضية صحيحة و”الشعب مادي مصلحجي ومشلوعة عينه”، والحكومة؟ ومستشاريهم؟ والشيوخ؟ وفداويتهم؟ والتجار؟ وعصاعصهم؟ والنواب؟ وسكرتاريتهم؟ والـ….. مو طماعين؟! والعامة من الشعب بس هم الطمّاعين؟
الحكومة بيدها صنابير ضخ الأموال عبر وسيلتين “شرعيتين”: الوظائف العامة والمشاريع الخاصة، التجار بيدهم صنابير تنفيذ المشاريع “فلازم يهادنون الحكومة”، البنوك تقرض لتمويل المشاريع وهي مملوكة من الحكومة والتجار و”التوستة تطلع بنكهة الكافيار”!
أما الشعب فموظف عند الدولة أو عند القطاع الخاص، عند الدولة “هو عبد أبو رئيسه”، عند القطاع الخاص “هو عبد أبو المُلاك “، بكل الأحوال “لازم المواطن عبد أبو أحد علشان يعيش”!
دخله السنوي في الحكومة لا يتعدى 42.5 ألف دولار، إذا افترضنا أن متوسط راتب الموظف 1000 دينار كويتي، في القطاع الخاص أضف دعم العمالة الوطنية، ينفق ما يزيد على ثلاث أرباعه في الإيجارات والالتزامات والمدارس والغلاء المعيشي لا يزايد عليه أحد، ترفع الدولة بدل الإيجار الربع، يرفع التجار الإيجارات الضعف ! حتى اتحاد الجمعيات التعاونية “اللي كنا نظنه دعم للسلع” دخل المعركة السياسية وصار له “أجندة”!
صارت الجمعيات التعاونية مدخلاً للوزارة!
يبدأ عضو جمعية، ثم مجلس بلدي، ثم مجلس أمة، ثم وزير، ثم وزير متقاعد “هذا إذا ما أفلس ولحق على إتمام المدة قبل حل المجلس”، ثم “يفتر على مؤسسات الدولة بصفة مستشار يلقط من هنيه مليون وهناك مليون”، ويموت مليونير وعياله يفسفسون ثمن هدره لكرامته وشرفه في “موناكو”!
أقول للأصوات التي سترتفع الآن وتقول: وبدل الإيجار؟! وعلاوة الأبناء؟! و الكوادر؟ والزيادات؟! لن تفهموا الكثير مما نقول لأنكم مؤجرين وليسوا مستأجرين، “تشفطون” بدل الإيجار وتزيدون عليه ثلاث أمثاله لتشبعوا نهمكم!
وعلاوة الأبناء، البعض يأخذها منذ الولادة، فـ”بلاش” مزايدة على الشعب!
أبناؤكم ولدوا وبفمهم “مصاصات” من الزمرد لا “المطاط”، ترضعهم نسوة مستأجرات لا الأمهات، فالأمهات مسكينات “يا حرام” مصابات بـ”اكتئاب بعد الولادة” منشغلات بشفط ببطونهن وإعادة ترتيب أشكال أجسادهن لإشباع “بوكرش” فتصل بركة التخمة لجهاز السحب الآلي فتفيض بركاته على محفظة المكتئبة “لتصبح حاملاً هي الأخرى”!
أما الكوادر فمن لا يعرف أنها تخضع لمساومات ولترضيات سياسية؟ إلى متى ممارسة هواية ” الاستعباط “؟!
رغم ذلك بالتأكيد الشعب هو الطماع !
“الشعب اللي ياخذ كوبونات تموين حفاظات وحليب” بدلاً من الزيادة النقدية في علاوة الأبناء لأن الحكومة قررت أنه “سفيه” ويقر نوابه في نفس الجلسة مساعدات مليونية للخارج، هو الطمّاع اللي بينهب الكويت”!
أظن يجب أن نعيد توصيف الطمع! ونوقن أن هناك من يقلب الأمور والحقائق وهاوٍ للشقلبات البهلوانية ولكن له أتباع وأذان تسمع وأيادٍ تصفق، فالغوغاء تهتف لكل من يعتلي منبر!
الدولة تحقق فائض ميزانية بالمليارات، وتنفق بلا رشد يميناً وشمالاً فواتير سياسة خارجية، وشراء ولاءات داخلية، وتمزيق لنسيج المجتمع، بلا تمثيل شعبي حقيقي في البرلمان الكويتي، أي بلا رقابة “فعلية” على تصرفات السلطة التنفيذية، ولما يطلب المواطن خدمات سكن وصحة وتعليم يسمى طماعًا؟!
إسقاط قروض الدول، وفوائد قروض دول أخرى، واللعب بملف التعويضات المستحقة بسبب الغزو، و”بقشة” المِنح توزع بـ”الهبل” في أصقاع الأرض فقط لضمان استقرار وولاء لن يكون إلا عبر الشعب وأثبتت التجارب هذه الحقيقة، بينما هو آخر المستفيدين من خيرات بلاده بل هو الطماع؟!
قضايا تحويلات مليارية لا ندري من فيها الناقة ومن الجمل ومن “الحشيش” الذي “سيتنتف” من العِراك الدائر فوقه، مستندات وحسابات وصلت لـ”اليهود”، وتهم بوساطات لتمويل ميليشيات إرهابية ونشر الخوف بين الشعب لتحقيق الأمن والأمان!
ألم أقل لكم “قلبوا لنا، وعلينا الأمور”؟!
إذاً، نعم “الشعب يبي فلوس” لأنها “فلوسه” يجب أن يكون شريكاً في “ثروة” وطنه، مثلما كان طوال حياته شريكاً في “استـثوار” وطنه له!
Fair enough?
بقلم.. خلود الخميس
kholoudalkhames@