كتاب سبر

عشوائية الحكومة ومستقبل مصر

لا يوجد أى جديد فى حكومة محلب الجديدة. 
فلو استمر بوزرائه جميعًا ما حدث أى شىء.
فالرجل لم يُجرِ أى تغيير.. اللهم إلا استبدال أشخاص (ذهبوا) بأشخاص جاؤوا.. وكما لم يعرف أى إنجاز للذين (ذهبوا).. لا يُعرف أيضًا أى كفاءات للذين (جاؤوا).
وحتى وزير الخارجية نبيل فهمى الذى اعتبره البعض أنه أنجز -ولو قليلاً- قد ذهب مع الذاهبين على الرغم من أن البعض اعتبره حلحل الكثير من مواقف الدول تجاه مصر عقب ثورة 30 يونيو ومحاولة عزلها ومحاولة تجميد عضويتها فى مؤسسات دولية وإقليمية.. وما إن بدأ الموقف فى التحسن حتى جاء التخلص من نبيل فهمى تحت حجج واهية يطلقها البعض.
ويبدو أن الموقف كان قد أزف فى ضرورة تغيير وزير الخارجية.. فكان البحث سريعا عن شخصية أى شخصية تحمل لقب سفير.. وربما خدم فى دولة كبرى.. فأتوا من الصندوق بالسفير الجديد والذى فات عليهم أنه محسوب بشكل واضح وقوى على مبارك باعتباره كان مديرًا لمكتبه للمعلومات، ربما يكون عملاً فنيًّا لا يحسب عليه.. لكن هناك الكثير من علامات الاستفهام فى أثناء خدمته فى العاصمة الأمريكية واشنطن عن علاقته، ليس بمبارك ولكن بجمال مبارك!! وتصريحاته فى أثناء ثورة 25 يناير.. ولعل من الأفضل، كما قال البعض، كانوا استعانوا بأحمد أبو الغيط أفضل!!
قس على ذلك الكثير فى الوزراء الذين جرى تغييرهم.
ولا أحد يعرف مثلاً لماذا أعادوا وزيرة البيئة مرة أخرى؟
ولماذا أسندوا وزارة مستحدثة إلى وزيرة البيئة التى لم يكن يطيقها فى الحكومة السابقة!
وما علاقة السمسرة بالاستثمار، خصوصا أننا نتحدث عن كفاءات للوزارة وليس سياسيين؟!
ثم أيضا تسكين أى سيدات فى الوزارة للحفاظ على أى كوتة لهن!!
أيضا نفس الأمر مع الأقباط!
وبمناسبة الحديث عن الكفاءات فقط.. لماذا الإبقاء على عنصر «سياسى» واحد فى الوزارة، خصوصا أنه لم يُر له أى إنجاز على مستوى أدائه فى الوزارات المختلفة التى دخلها.. ويبدو أن الرجل أصبح «بركة» أى وزارة؟
ولا أحد يعرف لماذا جرى استدعاء جابر عصفور مرة أخرى لوزارة الثقافة؟! مع كل احترامنا وتقديرنا للرجل،
فلقد ظهر واضحًا أنه كان هناك ارتباك فى اختيار الشخصيات المرشحة؟
ورغم حالة السرية والغموض اللذين تم فرضهما فى هذه المرحلة على الترشيحات واستقبال رئيس الحكومة للمرشحين فإنه يبدو أن هناك أيادى تلعب فى الاختيارات حتى آخر لحظة!
وإنه ما زال دولاب الدولة عاجزًا عن ترشيح شخصيات من الكفاءات لمنصب الوزير، ناهيك أيضا بعدم معرفة القائمين على الأمر بالكفاءات فى هذا الوطن.. إى نعم هناك من يقول إنه تم تجريف الوطن من تلك الكفاءات خصوصا فى ظل نظام مبارك.. لكن ما زال فى هذا الوطن من الكفاءات التى تريد أن تخدم البلد.. ولكن لا تستطيع أن تصل إلى من يختارون ويجيزون الاختيار فى ظل العشوائية التى سيطرت، ولا تزال تسيطر على القرارات.
وهناك من يدفع بشخصيات تحقق مصالحه!
إن ما جرى فى التشكيل الحكومى الجديد يؤكد أن الارتباك ما زال متوافرًا.
وما جرى فى التشكيل الحكومى الجديد يؤكد أن العشوائية ما زالت سيدة الموقف..
عمومًا ننتظر لنرى ماذا ستصنع تلك العشوائية!