كتاب سبر

القوات الخاصة إخوانكم

يحزنني جداً ما انتشر بين الشباب من الاستهزاء المفرط والاستهانة المبالغة فيها برجال القوات الخاصة، وإطلاق التسميات السيئة عليهم ووصفهم بأوصاف تسلبهم رجولتهم كتسميتهم (بالمنقبات) وغيرها من التسميات.
وأنا وإن كنت أعتب على رجال القوات الخاصة وأرجو منهم عدم الاحتكاك بالشباب والتمييز بين الشباب الواعي وبين المندسين، والتنبه لعدم أخذ أشخاص عقلاء واعين بجريرة بعض السفهاء، إلا أنني أعتب على شبابنا أكثر لإطلاقهم هذه الأوصاف على رجال القوات الخاصة.
فرجال القوات الخاصة هم في الحقيقة إخوتنا وأبناء عمومتنا وجيراننا ولا تكاد تجد أحدًا من الذين خرجوا للمظاهرة لا يمت لجندي في القوات الخاصة بصلة، فلا يصح لنا أن نقلل من شأنهم ونجرّئ عليهم السفهاء، فهم وإن أخطأوا مرة أو مرتين أو أكثر من ذلك فقد أحسنوا مئات بل آلاف المرات في حفظ الأمن والحفاظ على سلامة المواطنين، وهم في النهاية مأمورين، والمسؤول إن وجد الخطأ وزير الداخلية وليس رجال القوات الخاصة، فهم لهم رأي في طريقة الإصلاح ومحاربة الفساد ولا يرون المظاهرات من الطرق المفيدة – خصوصاً في هذه الأجواء المشحونة إقليميًّا – كما أن هناك جزءًا من شعب الكويت لا يقلّون وطنيةً وحبًّا للكويت عن الذين خرجوا للمظاهرات لهم رأي فيها.
فأتمنى من الشباب وغيرهم أن يتعاملوا مع رجال القوات الخاصة كما تعامل الدكتور أحمد الخطيب مع رجال أمن الدولة عندما ذكر في الجزء الثاني من مذكراته قصة اقتحامهم لديوانيته وقال:
(وبعد ذلك اقتحم عناصر أمن الدولة ديوانيّتي في الروضة بلباسهم المدني وبصحبة رجال الشرطة، واقتادوني من دون أن يسمحوا لي أن ألبس حذائي…فطلبت من رواد الديوانية الهائجين عدم التعرض لرجال الأمن، لأنهم ينفذون أوامر صدرت إليهم من وزيرهم، فالوزير هو المسؤول)…!!! ص103-104
أو على الأقل يلتمسوا لهم عذراً كما التمس الشاعر هاشم الرفاعي عذراً لسجّانه وقال عنه:
والصَّمتُ يقطعُهُ رَنينُ سَلاسِلٍ 
عَبَثَتْ بِهِنَّ أَصابعُ السَّجَّانِ
ما بَيْنَ آوِنةٍ تَمُرُّ وأختها 
يرنو إليَّ بمقلتيْ شيطانِ
مِنْ كُوَّةٍ بِالبابِ يَرْقُبُ صَيْدَهُ 
وَيَعُودُ في أَمْنٍ إلى الدَّوَرَانِ
(أَنا لا أُحِسُّ بِأيِّ حِقْدٍ نَحْوَهُ 
ماذا جَنَى فَتَمَسُّه أَضْغاني
هُوَ طيِّبُ الأخلاقِ مثلُكَ يا أبي 
لم يَبْدُ في ظَمَأٍ إلى العُدوانِ
لكنَّهُ إِنْ نامَ عَنِّي لَحظةً 
ذاقَ العَيالُ مَرارةَ الحِرْمانِ
فلَرُبَّما وهُوَ المُرَوِّعُ سحنةً
لو كانَ مِثْلي شاعراً لَرَثاني
أوْ عادَ – مَنْ يدري – إلى أولادِهِ 
يَوماً تَذكَّرَ صُورتي فَبكاني)…!!!
حفظ الله الكويت وأبناءها من كل مكروه.
بقلم.. عبدالكريم دوخي الشمري
تويتر:a_do5y