كتاب سبر

قصة رمزية
غزة

محمد ضابط طيار متخرج حديثا ويعمل على قيادة احدى الطائرات الحربية وكان في قمة سعادته عندما قاد هذه الطائرة لأول مره لأنها كانت أمنية حياته أن يحلق في طائره حربية منذ كان صغيرا وهاهي أمنيته قد تحققت بفضل الله.
عندما بدأت أحداث غزة الأخيرة و قامت وسائل الأعلام بنقل صورة حية لمجازر اليهود في أهل غزة وبدأت صرخات أهل غزة تعلوا مستنجدين بالمسلمين وبالعرب وبالعالم ولكن لا حياة لمن تنادي.
هذه الأحداث والمشاهد الدامية كانت بمثابة الزلزال الذي أصاب وجعل هذا الشاب المتخرج حديثا كضابط طيار يتخذ قرار لم يكن يخطر على البال أبدا ولكن هذا الشاب الصغير محمد إتخذ قراره الذي سوف يغير مجري حياته وهويعلم أن مثل هذا القرار فيه مخاطره ومسؤولية كبيرة جدا جدا ولكن الخطوه التي اعتمدها محمد مهمة جدا في مثل هذه الظروف .
وفي الصباح الباكر ذهب كالمعتاد إلى عمله في القاعدة الجوية التي يعمل بها وبدأ في تجهيز طائرته حيث أنه كان في ذلك اليوم لديه طلعه جوية تدريبية وكانت طائرة محمد مجهزه بالكامل بالوقود و الأسلحة كباقي الطائرات في الدول العربية ولكن فقط من أجل الاستعراضات في المناسبات أو المناورات التي لم يستفيد منها أحد وإنما خسائر بلا فائدة وإنما يستفيد منها أعداء الأمة.
 وفعلا” ركب طائرته و أنطلق بها ولكن إلى أين؟؟؟ إلى فلسطين لأنه قرر أن يدافع عن أخوانة في غزة ومهما كانت النتائج وكان لابد أن يكون للأسرائلين من رادع لما يقومون به من مجازر وحشيه لأهل غزة.
 
وفعلا.. أنطلق بسرعة متوجها إلى فلسطين ولا تفارق مخيلته صور الجثث الملقاة في شوارع غزة والمنازل المهدمة وصور الدمار والخراب الذي أحدثه اليهود الملاعين.
ولكن في رحلته هذه لابد له من أن يدخل أجواء دول عربية أخرى وفعلا بمجرد دخوله أجواء أول الدول العربية وصله تحذير عن طريق جهاز الراديو الذي في الطائرة بأن يعرف بنفسه ولكن محمد تجاهلهم وأنطلق إلى هدفه وتكرر التحذير مرارا” ومحمد يتجاهله.
وفجأة اعترضت طريقه 5 طائرات مقاتله من هذه الدولة وطلبت منه أن يعرف بنفسه و أن يهبط بطائرته معهم .
وهنا وجد محمد نفسه مضطرا أن يرد عليهم حتى لا يقوموا بإسقاط طائرته كما هو معمول به في مثل هذه الحالات .
أنا ضابط طيار أسمي محمد وطائرتي متوجه بها إلى فلسطين لنصرة أخواني في غزة و انا لن أرجع حتى أفرغ جميع حمولة هذي الطائرة في تل أبيب فإن كنتم رجالا” كما قال الله تعالى فيهم (( ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا…)) فأهلا بكم معي.
وأما إن كنتم من الذين يقول الله تعالي فيهم (( يأيها الذين أمنوا ما لكم اذا قيل لكم إنفروا في سبيل الله أثاقلتم إلي الارض،أرضيتم بالحياة الدنيا من الإخرة فما متاع الحياة الدنيافي الإخرة الا قليل…)) فالرجاء أتركوني أكمل مسيرتي إلي هدفي.
حقيقة انصدموا هؤلاء الطيارين ولم يتوقعوا أو يتصوروا أن هناك شخص في هذا العصر, عصر الذلة و الانكسار يملك كل هذه الجرأة على التفكير في مثل هذا العمل مجرد تفكير وليس العمل نفسه.
وبدأت صور المجازر في غزة تتجسد أمامهم، صور الأطفال والأمهات الثكالى والجثث المنتشرة والحرائق والدمار. كل هذه الصور تجسدت أمامهم ولأنه وما تحتويه كلمة الرجال من معنى لا يفهمها إلا الرجال على شكل محمد.
وبدون تردد رد أحد الطيارين أنا معك يا محمد وتوالت ردود باقي الطيارين نحن معك يا محمد.
وهكذا بعد أن كان محمد وحده وجد صحبة ترافقه في مشواره البطولي، وفعلا انطلقت الطائرات متوجهة إلى إسرائيل.
 
ودخلوا من جديد أجواء دولة عربية أخرى وتكرر ما حدث في المرة الأولى وأرسلوا طائرات حربية عددها 8 طائرات ولما عرفوا هدف هؤلاء الأبطال أنضموا إليهم بدون تردد لأن الرجال في هذه الأمة كثيرون ولكن يحتاجون إلى من يقودهم إلى هدفهم، وأيضا دخلوا إلى أجواء أحدى الدول العربية القريبة من إسرائيل وتكرر المشهد السابق وقاموا بإرسال 10 طائرات حربية مقاتلة مجهزة بالعدة والعداد وجاهزة للقتال.
وخاطبهم محمد بصوت البطل المؤمن المجاهد المخلص الواثق من نفسه والمنقذ لهذه الأمة. ولم يتردد هؤلاء الأبطال عن تلبية نداء الواجب وكأنهم كانوا ينتظرون مثل هذا الحدث حتى يثأروا لكرامة هذه الأمة ويقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم مازال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم بقية من الرجال تفخر بهم وليس كما يقولون اليهود ’’محمد مات وخلف بنات. 
وأن محمد صلى الله عليه وسلم موجود دائما في قلوب رجال هذه الأمة التي لا ترضى على الهوان والذل وستكسر الحصار على غزة بكل الوسائل والطرق ما دام في هذه الأمة رجال مثل الضابط الطيار محمد وأخوانه من الطيارين الآخرين.
بقلم/ عيسى الهاجري