آراؤهم

الزميل دون ذكر اسمه

على اعتبار ان الفيسبوك قد قارب على الانقراض لم تكن لي كثير من الصولات او الجولات في ربوعه الشبه مهجورة . ولكن الامر قد اختلف خلال اليومين الماضيين فقد قرأت فيه مقالا او لنقل جزءا من مقال للكاتب الزميل «دون ذكر اسمه» يتحدث عن حقوق الانسان في السويد ربما يكون الامر عاديا لدى البعض ولكنه ليس بالنسبة لي شخصيا فالكاتب الزميل «دون ذكر اسمه» حاول اجراء مقارنة شبه ظالمة بين النظام السويدي ومدى احترامه لحقوق شعبه المتصورة وبين حقوقه في عالمنا العربي وذكر ان السويديين لم يكونوا بحاجة لدروس في التفسير والقرآن الكريم ليعطوا للانسان حقه وانه يجب علينا تطبيق تعاليم ديننا على الارض وليس فقط سماعها قد اتفق مع الزميل الكاتب «دون ذكر اسمه» في بعض الجزئيات دون بعضها ولكن الحقيقة التي يجب ان يدركها هذا الزميل وغيره ان الحقيقة كل متكامل وليست مجرد رتوش مجزئة.
فالزميل الفاضل ذكر المثال السويدي مسلطا الضوء على جانب يعتبره ايجابيا بينما اغفل الكثير من الجوانب السلبية في هذا البلد فمن الامور التي قد لا يكون ذلك الزميل قد اطلع عليها ان السويد تعتبر احدى اولى الدول في العالم في معدل الانتحار  طبقا لدراسة حديثة اشرف عليها باحثون من جامعة ستانفرد وعليه فلا اعتقد ان هؤلاء القوم من المنتحرين قد اقدموا على الانتحار وهم يحسون بالسعادة المجردة بسبب انهم حصلوا على ما يسمونه حقوقهم .
يضاف الى هذا ان السويد تعتبر من اكثر الدول في العالم انحدارا في الناحية الاخلاقية فقد صنفت عاصمتها  من ضمن دول العالم المقصودة للسياحة الجنسية طبقا لتقرير اعدته صحيفة صنداي تايمز ولا يخفى ايضا ناحية الخواء الروحي الذي ولدته المادية البحتة والذي جعل معدلات الالحاد ترتفع في هذه الدولة وغيرها،
وعليه فان حصر امر السعادة بتوفير بعض الحقوق المتوهمة ليس هو مربط الفرس يضاف الى هذا انني شخصيا لا اعتقد اننا ان منعنا دروس التفسير والقران االكريم والحديث في المساجد او المجالس اننا سنولد جيلا يقودنا الى مصاف الدول الاول او حتى الثاني او الثاني ونص «كمزحة » ويكفينا ان نرى حال كثير من حكوماتنا العلمانية والتي لم تجد شيئا تبدع في محاربته اكثر من الدين وكيف انها تحولت لمجموعة من العصابات الفاسدة التي لا هم لها سوى سرقة شعوبها وقهرهم ثم الضحك على ذقونهم .
اذا فالدين ليس هو الاشكالية بل انه الحل وهذا ما لا يسر الكثير من الليبراليين ان يسمعونه فبعد فشلهم الذريع في قيادة شعوبهم لاكثر من 50 سنة لم يجد هؤلاء شماعة يعلقون عليها فشلهم سوى شيخا كبيرا او شابا  فقيرا او طفلا صغيرا اجتمعوا في بيت من بيوت الله ليقرأوا شيئا من كتاب الله راجين ثواب الله في هذه الدنيا وفي الاخرة ..
ان الحقوق التي كفلت في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه ان طبقت لتغير واقع ما نراه ولكن حصر الاشكالية في وجود الدين هو اساس التخلف الذي نعيشه فما الذي جنيناه من النظريات السياسية المندرجة تحت اطار العلمانية خواء روحي وانحدار فكري وصعوبات معيشية لا اول لها ولا اخر .
وإلى زميلنا الكاتب دون ذكر اسمك ارجو ان تكون رؤيتك المستقبلية للحلول قائمة على اساس منطقي فالخلاف مع افراد لا يعني اسقاط المنهج والاشارات الى عدم اهمية الدين  لن يؤدي الا لحال من السقوط والانحدار ولا اعتقد انك ستكون راغبا بذلك خصوصا وانك قد دعوت مشكورا لتطبيق اوامر الله تعالى على ارض الواقع.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.