كتاب سبر

تحرك الشعوب وصمت الأنظمة فى حرب إبادة الفلسطينيين

لقد بدأت الشعوب تتحرك مع زيادة عمليات الإبادة التى يقترفها الجيش الصهيونى مع الفلسطينيين فى غزة.
فلم يعد يفرق مع الصهاينة أفراد المقاومة الذين يقاتلونهم والأفراد المدنيين العزل من نساء وشيوخ وأطفال.. فالكل هدف واحد فى حربهم لإبادة المتبقى من الشعب الفلسطينى.. ولتكن غزة نموذجًا.
لم يعد يفرق مع الصهاينة أماكن اختفاء صواريخ المقاومة أو الأنفاق مع أماكن الإيواء وملاجئ الأطفال ومدارس وكالة الأمم المتحدة (الأونروا) رغم إعلام الأمم المتحدة لجيش الصهاينة أن تلك المدارس يوجد بها لاجؤون مدنيون اعتبروها مكانًا آمنًا.. ومع هذا قذفها الجيش الإسرائيلى بصواريخه وطائراته ليسقط مزيدا من الشهداء فى جريمة جديدة للجيش الصهيونى فى حربه لإبادة الفلسطينيين.
يحدث هذا فى ظل صمت رهيب من حكومات العالم، اللهم إلا قليلا من دول أمريكا اللاتينية التى تأثرت بتلك المجازر.. وسحبت سفراءها، بل وأعلنتها صراحة مثل بوليفيا أن إسرائيل دولة إرهابية. وهناك فى نفس الوقت حكومات وأنظمة تقدم مبررات لإسرائيل لاستمرارها فى عملياتها الإجرامية لإبادة الشعب الفلسطينى.
إن الحرب التى تقوم بها إسرائيل ليست ضد حماس، وإنما ضد الشعب الفلسطينى كله واستغلال ما يجرى فى المنطقة للحصول على نفوذ أكبر وتداخل فى المنطقة بعد أن بدت أنها محاصرة.. وبعدما ظهرت أنها العدو الأكبر فى المنطقة.
ففلسطين ليست حماس.. بل إن ما يحدث ميدانيًّا هو تحول حماس الآن إلى حركة مقاومة منظمة إلى الفصائل الفلسطينية كافة.. فالكل يقاوم الآن عملية الإبادة وجرائم الحرب التى تقترفها إسرائيل فى حق الشعب الفلسطينى.
ولعل من صحوة الضمير خروج مجموعة من المثقفين والمبدعين المصريين ببيان يكشف الحالة التى وصل إليها الأمر من تواطئ فى حرب إبادة الشعب الفلسطينى.
وإليكم نص البيان الذى جاء تحت عنوان
«دفاعًا عن غزة وحريتنا»: 
«الموقعون على هذا البيان من المبدعين والصحفيين والمثقفين يعلنون كامل تضامنهم مع الأشقاء الفلسطينيين فى غزة فى مواجهة حرب الإبادة الإجرامية التى يرتكبها جيش الصهاينة ضد السكان المدنيين فى القطاع، والتى أسقطت حتى الآن آلافًا من الشهداء والمصابين أغلبهم من الشيوخ والنساء والأطفال فى انتهاك بشع للمواثيق الدولية التى تجرم استخدام القوة المفرطة فى النزاعات المسلحة ولا سيما ضد المدنيين العزَّل.
فى الوقت نفسه يحيى الموقعون بسالة المقاومة الفلسطينية من كل التيارات والتى تتصدى بوسائلها المحدودة وإمكانياتها الذاتية لترسانة الأسلحة الصهيونية المدعمة بأحدث الأسلحة الفتاكة التى يوفرها الغرب وأمريكا بالذات، للكيان الصهيونى دون انقطاع.
ويناشد الموقعون كل القوى الوطنية الرسمية وغير الرسمية تقديم كل المساعدات الممكنة لدعم صمود الشعب الفلسطينى فى غزة ويحيى كل المؤسسات التى تقدم المساعدات العينية والطبية لأبناء القطاع ويطالبون بمضاعفة هذا الدعم واشتراك القوى الشعبية فى تقديم كل المساعدات التى تدعم صمود الأشقاء فى غزة؛ وفاءً لدماء الشهداء الأبرار الذين يسقطون بالمئات فوجًا وراء فوج ولنأسو جراح المصابين وقبل ذلك لدعم صمود المقاتلين دفاعًا عن حرية غزة وعن حريتنا.
ويدعو الموقعون القوى الوطنية فى الوطن العربى إلى بناء موقف متماسك يحفظ لغزة حقها فى القصاص من مجرمى الحرب ومطلبها المشروع فى رفع الحصار الظالم والإفراج عن الأسرى ويدعون القوى الفلسطينية من مختلف التيارات إلى الحفاظ على وحدة الشعب والقضية. إننا على ثقة بأن القضية الفلسطينية تظل هى معيار الحكم على السياسات والمواقف لأى نظام حكم فى المنطقة، ونتطلع إلى أن تلعب مصر الجديدة دورًا أكثر حسما فى نصرة القضية التى بذل شعبنا من أجلها أغلى التضحيات وأعز الدماء».
«انتهى البيان». 
لقد آن الأوان للتحرك ضد إسرائيل فى حربها القذرة ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.
وآن الأوان لمحاكمة قادة العدوان الصهيونى وعساكرهم المشاركين فى تلك الإبادة كمجرمى حرب وتعقبهم فى كل مكان.