محليات

العمل الخيري من أبرز أسباب حفظ الكويت وتحريرها
“الإصلاح” في ذكرى الغزو: يجب الالتفاف حول القيادة الشرعية حباً.. ونصحاً

ذكرت جمعية الإصلاح الاجتماعي إن العمل الخيري الكويتي الحكومي والشعبي كان أحد أبرز الأسباب التي حفظت الكويت، فسخر الله لها القوات الدولية من كل حدب وصوب لتحريرها من الاحتلال الغاشم، داعية في بيان لها بمناسبة مرور 24 عاماً على ذكرى الغزو العراقي إلى الالتفاف حول القيادة الشرعية حباً ونصحاً.. 

وطالبت الجمعية في بيانها بالاعتبار مما مضى، بدءا من علاقاتنا الخارجية، السياسية والاقتصادية والخيرية والإنسانية، ومعرفة الصديق الحقيقي والوهمي.. وهنا نص البيان:
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام على نبي المكرمات، وبعد..
ها هي الأيام تتسابق لتعيد معها ذكريات مؤلمة ، بنتائج مشرفة ، فقبل 24 عاما غزا النظام العراقي دولة الكويت الحرة ، التي كانت – وما زالت – سندا قويا للشعب العراقي في محنته الاقتصادية ، وتحملت الكويت آثار ذلك التأييد والدعم المباشر وغير المباشر ، الا ان من لبس عباءة العروبة خلعها ليخرج بزيه الوحشي الغادر ، وتظهر صورته الحقيقية الإجرامية ، ليكون احتلالا عراقيا تاريخيا لجار عربي مسلم ، فيا لها من خيبة ، أعزنا الله ونصرنا وحررنا، وازداد ذلا بعد ذل .
لقد حول الشعب الكويتي هذه المحنة إلى منحة ، فكان أول القرارات المعلنة الالتفاف الشعبي بكافة أطيافه حول الشرعية الكويتية ، وعدم القبول بأي بديل ، ورفض الحكومة المؤقتة ، والاتجاه نحو ترتيب الصفوف لمقاومة المحتل ، على المستوى العسكري والمدني ، وإبراز الوحدة الوطنية في أسمى صورها ، وانتشار العمل الشعبي في الداخل والخارج ، والمبادرة للعمل في كل مكان وكل مجال ، وبرز الارتباط الكبير بالله عز وجل ، وأحيت المساجد على مدار الساعة ، ما بين صلاة وقيام ودعاء وصيام .
وأجمع الكل على ان العمل الخيري الكويتي ، الحكومي والشعبي ، يعد من أبرز الأسباب التي حفظت الكويت ، فسخر الله لها القوات الدولية من كل حدب وصوب لتحريرها من الاحتلال الغاشم ، فشارك في حرب التحرير اكثر من 40 دولة بجيوشها وعتادها وعدتها ، فلهم منا كل شكر وتقدير .
وظهرت على الساحة الضيافة العربية غير المسبوقة ، وبالأخص في دول الخليج العربية ، التي احتضنت أفراد الشعب الكويتي ، وعاملتهم معاملة المواطن ، تعليميا وعلاجيا ، فجزاهم الله عنا خير الجزاء .
ونستذكر هنا ابطال الكويت من المقاومة المسلحة الباسلة ، التي بعثت برسالة مدوية للعالم برفض الكويت للاحتلال ، ونستذكر دور المرابطين الذين حفظوا الكويت ببقائهم ومرابطتهم، فكان منهم مئات الشهداء والأسرى، من أجل الكويت ، سائلين ان يرحمهم .
وبرزت “لجان التكافل” التي قدمت خدماتها التطوعية لجميع المرابطين، في جميع مناطق الكويت ، وفي مختلف المجالات .. في الجمعيات التعاونية والمستوصفات والمستشفيات وخدمات الماء والكهرباء والنفط .. وغير ذلك ، من أجل تثبيتهم وبقائهم لمقاومة المحتل .
وفي الخارج كانت “الهيئة العالمية للتضامن مع الكويت” ، والاتحاد الوطني لطلبة الكويت ، اللذان كانت لهما تحركاتهما الدولية ، وفي مختلف التخصصات والمجالات .
ولا ننسى هنا دور جميع الأخوة المقيمين الذين رفضوا الخروج وبقوا في الكويت حبا وودا ، طواعية لا جبرا ، والذين قدموا خدمات جليلة للمرابطين في مختلف المجالات .
أما مؤتمر جدة .. ذلك المنعطف التاريخي الرائع ، فقد كان أسمى رسالة تأييد من الشعب للسلطة ، ومن الشعب للعالم ، فالكويت لنا لا لغيرنا ، مؤكدين الدور الكبير الذي بذله العم عبدالله العلي المطوع رحمه الله في إنجاح – وإنقاذ – هذا المؤتمر ، من اجل الكويت .
وبعد ان من الله علينا بنعمة التحرير ، وبعد حمد الله وشكره ، كان لا بد الاعتبار مما مضى ، بدءا من علاقاتنا الخارجية ، السياسية والاقتصادية والخيرية والإنسانية ، ومعرفة الصديق الحقيقي والوهمي ، وترسيخا لعلاقاتنا العربية والإسلامية الصادقة ، ونصرة المستضعفين في كل مكان ، وامتدادا لعلاقاتنا الخليجية ذات العمق الاستراتيجي الكبير وتقويتها . 
كما يجب الالتفاف حول القيادة الشرعية ، والتواصل معها حبا ونصحا ، وتقوية العلاقة الشعبية في وطننا الحبيب الكويت، مبتعدين عن كل ما يفرق الصف الواحد ، من دين ومذهب وفكر ونسب ، وتقديم مصلحة الوطن على مصلحة الفئة والفرد، واعتماد دستور 1962م مرجعا يجمعنا لا يفرقنا ، فالكويت للجميع .
وختاما.. نستذكر قادة التحرير .. سمو الامير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح ، وسمو الامير الراحل الشيخ سعد العبدالله الصباح رحمهما الله ، وسمو الامير الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله ، الذين بذلوا الكثير من أجل الكويت ، فكانوا شعلة نشاط وحيوية ، قل نومهم ، وزادت حركتهم ونشاطهم من أجل تحرير الكويت .
ونسأل الله عز وجل ان يحفظ بلدنا الحبيب من كل سوء ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
جمعية الاصلاح الاجتماعي