كتاب سبر

مَن يدفع ثمن حرب غزة؟!

بغض النظر عن مفاوضات التهدئة لوقف الاعتداء الإسرائيلى على الفلسطينيين فى غزة والهدنات المؤقتة الإنسانية، إلا أن ما حدث -ولا يزال يحدث- جريمة ضد الإنسانية مارسها جنود الاحتلال الإسرائيلى بدم بارد ضد المدنيين الفلسطينيين.
إنها جريمة حرب متكاملة بمستندات ووثائق ووقائع.
.. وما زالت الجريمة مستمرة دون رادع.
.. وما زال العدوان الوحشى على المدنيين الفلسطينيين مستمرًا باستخدام إسرائيل آلياتها الحربية جوًّا وبحرًّا وأرضًا.
.. والعدوان دون تمييز بل إنه يقصد الأهداف المدنية وإبادة الشعب الفلسطينى.
.. واستهدف العدوان الهجمى المستشفيات والعيادات الطبية.. وسيارات الإسعاف.
.. هدَم المنازل السكنية والمدارس.
.. حتى مدارس الأمم المتحدة «الأونروا» لم تنجُ من استهداف القصف الإسرائيلى.
.. وسقط الآلاف من الشهداء من المدنيين.
.. ومن بين هؤلاء ما يقترب من 400 طفل.. فما ذنب هؤلاء؟! اللهم إلا الإبادة التى تريدها إسرائيل للشعب الفلسطينى واستمرارها فى جرائمها فى احتلالها الأراضى الفلسطينية وجاء الوقت للتخلص من الشعب الفلسطينى المتمسك بوطنه وأرضه!
.. فى الوقت الذى تفتح فيه أمريكا مخازن أسلحتها لجيش العدوان الإسرائيلى لاستخدام الذخائر القاتلة لإبادة الشعب الفلسطينى، ثم يتكلم الأمريكان عن الهدنة وحق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها.. فكانت النتيجة سقوط الآلاف من الشهداء «أكثر من ألفين حتى الآن» والآلاف من المصابين والجرحى والمشوهين بينهم أطفال ونساء وشيوخ ومدنيون عزل ومعاقون أيضًا.
.. فمَن يحاسب إسرائيل على تلك الجريمة المتكاملة؟!
.. لقد تعودت إسرائيل على انتهاك جميع القوانين وارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية كالتى ارتكبتها فى اعتدائها على غزة أيضًا فى عامى 2005 و2009 وقد أفلتت من أى عقاب رغم الإدانات الدولية ولجان التحقيق التى أثبتت الانتهاكات والجرائم التى اقترفها جنود جيش الاحتلال الإسرائيلى فى حق الشعب الفلسطينى فى غزة.. وقد شجعها هذا على إعادة ارتكاب الجرائم مرة أخرى بل هذه المرة على نطاق أوسع وأشمل وأكثر جرمًا.. وارتكبت المجازر البشعة التى راح ضحيتها المدنيون العزل.
.. لقد تحرك ضمير شعوب العالم ضد ممارسات إسرائيل فى غزة.
.. وخرج الملايين فى كبرى مدن العالم للتنديد بجرائم الحرب والإبادة التى تمارسها إسرائيل فى حق الشعب الفلسطينى.
وقامت دول بسحب سفرائها كما فعلت دول أمريكا اللاتينية.
.. واعتبرت دولٌ إسرائيل دولة إرهابية.
.. ومع هذا لا يوجد من يحاسب إسرائيل على جرائمها.
.. لقد آن الأوان لتسجيل وتوثيق تلك الجرائم إلى أن يصحو ضمير العالم لمحاسبة قيادات الصهاينة وجنودهم على جرائمهم.
.. فالتاريخ لن ينسى ما يفعله هذا العدوان الصهيونى وسيسجل جميع المواقف وصمت المجتمع الدولى على تلك الجرائم.
إن ما يحدث الآن فى غزة سينعكس على مستقبل المنطقة واستقرارها خصوصا فى ظل الأوضاع الملتهبة من ضياع بعض الدول وسيطرة قوى التطرف والإرهاب ومحاولة نشره فى المنطقة.
.. وهناك من سيدفع ثمن تلك الحرب.
.. فلا بد من وقفة ضد إسرائيل وجرائمها.
.. فآن الأوان للمحاسبة أو على الأقل الاستعداد للمحاسبة.