بورتريه

بورتريه.. ((سبر))
جنسية “نبيل العوضي”.. عالمية

مع استمرار الحكومة في نهجها التعسفي والتوسع في استخدام “عصا الجنسية” لمعاقبة معارضيها حتى طال ذلك  السلوك (الموغل في ظلمه.. وظلمته) الداعية الشيخ نبيل العوضي (وهو الذي لم يكن له نشاط ملحوظ في حراك المعارضة) ، تتكشف رويداً رغبة خارجية “مستترة”  وضغوط على الكويت للسير في هذا الاتجاه.. في جانب آخر فإن السلوك الحكومي في معاقبة “العوضي”، على هذا النحو كشف جلياً عن أن هوية الرجل لا تنحصر في ورقة، بل في عمله ودعوته ومكانته لدى الآخرين.. وأن هذا هو المعيار الحقيقي للهوية بصرف النظر عن الانتماء لهذه الدولة أو تلك.
“العوضي” وبمجرد الإعلان عن قرار سحب جنسيته، تكشّفت جنسيته لدى متابعيه الذين تجاوزوا حاجز الأربعة ملايين، وكذلك محبيه من كافة أرجاء العالم، فهو الذي لم يكن ذكر اسمه يتجاوز الخمس آلاف مرة في تويتر يوميا، قفز إلى ما هو فوق الخمسين ألف بمجرد الإعلان عن سحب جنسيته، وفقا لما كشف عنه التقني “عذبي المطيري”، ليصل الوسم الذي يتحدث عن قضيته إلى المرتبة الثانية على مستوى العالم.
ابن شرق المولود في 1970، اجتهد في تحصيل العلم وصرف جهده في الدعوة، حتى اشتهر بأسلوبه الدعوي الجاذب الذي لم يحصر جمهوره ضمن فئة معينة، بل توسّعت قاعدته الجماهيرية وتجاوزت حدود بلده الكويت.
وفي بداية عهده بالنشاط الدعوي، ألقى أولى محاضراته عام 1985 في مخيّم دعوي، فيما بدأ الخطابة عن “منكرات الظاهرة في المجتمع” عام 1990 وهو لم يبلغ العشرين بعد. 
كما أن له محاضرات عديدة من ضمنها “وسائل اليهود” و”جيش العسرة” و”أهمية الدعوة إلى الله”، وكذلك مقطعه الشهير “لعلة خيرة” الذي نشره على حسابه الشخصي في تويتر فور الإعلان عن سحب جنسيته، ورغم أن المقطع قديم، لكنه يكشف كيف يدبّر الله الأمور إلى عبده بما فيها مصلحته على عكس ما يظهر للبشر، لتتفق كلماته في المقطع مع قرار الحكومة ضده.
ومنذ بداية موجة الربيع العربي، كان “العوضي” على قدر التكليف الذي يرى نفسه مطالبًا به، ودعم حق الشعوب في تقرير مصيرها والتخلّص من استبداد الحكام الذي بقي جاثمًا طويلًا على صدورهم، وترجم مسعاه الدعوي واستثمر صيته في نصرة المظلومين، ولعل المطالبات بسحب جنسيته تأتي كثمن يدفعه لكلمة حق أطلقها لنصرة المظلومين.