كتاب سبر

رسالة شكر من بريطاني للإمارات

البداية: 
“وتلك الأيام نداولها بين الناس”
مدخل: 
صباحات مدينة مانشستر صاخبة فالكل يتحرك ويسير قاصدًا عمله، الناس هنا يُقدسون المشي الذي أصبح ثقافة يعتنقونها هربًا من غلاء السيارات والضرائب فتجدهم يستغربون إذا طلبت “تاكسي” للذهاب لمكان قريب وهذا مايجعلهم يتمتعون بصحة جيدة فالمشي فوائده عظيمة خصوصًا إذا أصبح عادة من عادات المجتمع وهذا مستحيل تطبيقه في مجتمعنا المترف الذي يسبح على محيط البترول والجو الشبيه “بالسونا” مما يجعلني ألتمس العذر لكسلنا الدائم وأوزاننا المترهلة والثقيلة.
هنا الأشخاص رائعون، تلمس الود منهم وتألفهم بسرعة ولاحديث لهم سوى كرة القدم فشغفهم لاينتهي وثقافتهم تناسبني كوني مهووس بها وسرعان ماتدور النقاشات حول العشق والولاء مانشستر يونايتد وسبب إخفاقاته والسبيل للعودة للمجد من جديد فتسمع التحليلات والتنظير بعيدًا عن العاطفة وهذا مايحسب لهم فهم لايعترفون بالمجاملة وتلمس الصدق بحديثهم.
صديقي “آدم” وهو من مانشستر يقول أن عودة اليونايتد السريعة للأمجاد بقدوم “شيخ” خليجي لشراء النادي .. قاطعته متسائلاً : لماذا خليجي بالتحديد؟
ليُجيب “أنهم يضخون الأموال بكثرة ويعرفون كيف يتخذون القرار ولديهم حسن إدارة وهذا مافعلوه للعدو اللدود مانشستر سيتي ؟!”
“والفخر لا قلت إنك إماراتي”
بعد حديث آدم ذهبنا في زيارة لنادي مانشستر سيتي وملعب “الإتحاد” والمملوك للشيخ منصور بن زايد آلنهيان وجدته تحفة معمارية من حيث التنظيم والترتيب بالمتحف و”ستور” النادي، قبل سنوات قليلة لم يكن أحد يذكر مانشستر سيتي على جدول المنافسة أما اليوم فبات واحدًا من كبار أوروبا وإنجلترا ويلعب به كبار النجوم ومشاركاته بدوري الأبطال وحصاده لبطولة الدوري غيّر مفاهيم المنافسة.
أرشيف بطولاته ليس زاخر بالكؤوس ولكن الأمجاد تُبنى من جديد وهذه العقلية التي يسير عليها النادي، زرت كل ملاعب الأندية الكبيرة بأوروبا وأضع برشلونة على رأس الهرم من ناحية فخامة المبنى والتصميم ولكن اليوم هناك منافس قادم بجدارة فلايقل عنه من ناحية التصميم والتنظيم فقط ماينقصه الألقاب والكؤوس.
الفخر أن الجميع بات يعرف الإمارات والخليج فعندما تشاهد نادي باسم “الإتحاد” وعلى اللوحات الإعلانية بأطراف الملعب ترى “طيران الإمارات” تشعر بالزهو فحتى أنصار اليونايتد عندما اسألهم عن السيتي يقولون نقطة التحول هو وصول الشيخ “آلنهيان” فهو من غيّر كل شيء.
حتى سائق التاكسي الذي لايعرف أنا من أين يقول الشيخ الإماراتي طوّر الملعب وأسس فريق يفخر به مشجعيه.
“ومن الماضي للذكرى أمل”
في عام 2008 لم يكن أحد في مانشستر وإنجلترا يعرف الإمارات أو الخليج أما بعد ماقدمه الشيخ منصور آلنهيان للسيتي عمليات البحث عن الإمارات ومعرفتها كدولة زادت عند البريطانيين وهذا محل فخر لنا كخليج حيث نُعتبر في أنظار تلك الأمم العريقة “دويلات” صغيرة وحديثة وبات لنا وجود في أذهانهم والدخول بثقافات الشعوب من حيث شغفهم بالذي يحبون ككرة القدم نوع من الذكاء فشكرًا للإمارات ولأسرة آلنهيان.
إضاءة:
كل الإنجازات العظيمة تبدأ بخطوة لكن عليك معرفة الاتجاه الصحيح”
آخر السطر:
تدري يافهيد ليه هالناس طوّرت من نفسها وسمعتها ؟
لأنهم لايحقدون ولايسرقون .. أبكيك
دويع العجمي
@dhalajmy