بورتريه

نبيل العوضي.. رجل دين لا “يتعطّر” بالنفط.. ولا “يتوسّد” الدينار..!

لم يَقف على أعتاب الملوك والأمراء و لم تصنعهُ المراسيم والإرادات الملكية، ولم يعِش في كنفِ “تاجرٍ” أو مسؤول.. يرفض أن يكون “رجل دين” يتدلّى على صدور الملوك والأمراء والرؤساء كما تتدلّى الأوسمة والنياشين والزينات. 
لا يستظلُّ بظلّ حاكمٍ أو رئيس ويكفيه أن يستظلّ بظل الله “يوم لا ظِلّ إلا ظلّه”.. يربأ بنفسه أن يكون “مسبحة” بين يدي صاحب “سُلطة” يقلبها بين أصابعه، وينقلها من يده اليمنى الى اليسرى بسلاسة.
نبيل العوضي.. من مواليد منطقة (شرق) عام 1970..  رجل دينٍ من طراز أخلاقي رفيع.. له من اسمه نصيب في “نُبله”.. “شيخ” بعلمه ودينه.. سيرته الذاتية العلمية والعملية حافلة.. خطيب وداعية وإعلامي وكاتب صحفي، يتميّز بأسلوبه الإيماني القصصي، حاصل على بكالريوس تربية قسم الرياضيات، وماجستير في المناهج وطرق التدريس من المملكة المتحدة، وهو ذات التخصص الذي يبحث فيه حالياً شهادة الدكتوراه.. عضو هيئة التدريس في كلية التربية الأساسية، له العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية محلياً وعربياً.. خبير سابق في الاستشارات الأسرية بوزارة العدل.. ساهم في الكثير من الأنشطة الخيرية  كالمبرّات ومراكز المهتدين الجدد في أوروبا.
هو من رجال الدين القلائل الذي بكلماته يدخل يقينك فجأة.. نُزعت “جنسيته” منه فلم يهِن أو يحزن.. واصل نهجه السابق في السعي الى “ما ينفع الناس”.. على النقيض تماماً من “وعاظ السلاطين” ولا يُشبه “صنّاع الفتاوى” الذين يصنعون الفتوى بـ”ضمير ميّت” حسب الطلب.. حتى بدا لك أن بعض “الحُكّام” لا يحيط بهم أمن وعسكر ومخابرات لحمايتهم، بل تحيط بهم مجموعة إفتاء ضاربة تفتك خصومهم بقنابل “الفتاوى” الذرية.
نبيل العوضي ليس من هؤلاء وليس من المحظيّين بالرضا والرعاية لكنه حتماً من المحظيين بما هو أهم، “محبة الناس” وتعاطفهم معه، فهو لم يبرر يوماً لظلم أو قمع أو استبداد.. ولم يصدر “صكوك غفران” للظالمين والفاسدين.. لم تتخضّب “لحيته” بدماء الأبرياء، ولم يُستقبل في “القصور”.. لم يتعطّر بـ”النفط” أو يُوهَب “مزرعة”.. لم يحظ بـ”صفقة تجارية أو مناقصة”.. ولم يتوسّد “الدينار”.. لكنه وعلى الرغم من كل ما حدث له، لم يغادره “التفاؤل” وهو القائل: كيف لا نتفاءل ونحن نعلم علم اليقين أنه “سَيَجعلُ الله بَعدَ عُسرٍ يُسرا”.