كتاب سبر

دلو صباحي
صباح الخارجية وصباح الإمارة

نهاية الشهر الجاري وتحديدا في 31 ديسمبر تحل ذكرى وفاة أحد رجالات الكويت الذين سطروا تاريخهم بماء الذهب نظرا للإنجازات الكبيرة التي قام بها وكانت علامات فارقة في حياة الكويتيين وما زالوا حتى الآن يعيشون عليها في مجالات كثيرة سواء في الصحة او التعليم أو الإسكان أو الرياضة أو حتى السياسة الخارجية.. إنه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ صباح السالم الصباح أمير الكويت الذي أحبه الناس على اختلاف توجهاتهم وطبقاتهم.
المغفور له الشيخ صباح السالم كان رجلاً منحازًا لمحدودي الدخل الذين كانوا يمثلون شريحة ضخمة في الكويت منذ بداية عمله في مؤسسات الدولة ومنذ عمله رئيسًا لدائرة الصحة العامة في العام 1959، حيث شهدت الكويت في تلك الفترة الكثير من التقدم في مجال الخدمات الطبية.. ويكفينا القول بأن هذا الرجل كان وراء مشروع إنشاء مستشفى الصباح أهم القلاع الصحية في البلاد منذ نشأة الكويت وحتى الآن.
المرحوم الشيخ صباح السالم هو أيضا الذي خطط لمشروع سكني كبير كان الهدف منه توفير مساكن لطبقة الدخل المحدود وهي المنطقة المعروفة حاليا بصباح السالم.. كما أنشئت في عهده جامعة الكويت التي لا يوجد لدينا سواها حتى الآن وتخرج منها السواد الأعظم من الكويتيين.
صباح السالم تاريخ مكتوب بحروف من ذهب لأنه كان رحمه الله صاحب قول وفعل يشهد له الجميع اخلاصه وحبه للكويت وأبنائها ولا يختلف اثنان على ايجابيته ونشاطه وإصراره على أن يجعل من الكويت (درة الخليج) فكان أي منصب يشغله يصبح مهما بوجوده ومؤثرا بإنجازاته.
صباح السالم هو أول وزير للخارجية في اول تشكيل حكومي في العام 62 رسم للبلاد سياستها الخارجية ووضع اللبنات الأولى لهذه السياسة لذلك لم يكن من المستغرب أن يضيف أبنه الشيخ الدكتور محمد الصباح لرصيد الخارجية الكويتية عندما تولى ذلك المنصب قبل سنوات قليلة.
الامير الراحل صباح السالم رحمه الله رحمة واسعة وضع دستور خاص به بين الحاكم والمحكوم في الكويت.. دستور عنوانه الحب والعطاء والتضحية.. دستور ملموس على ارض الواقع مستوحى من كلماته الخالدة (انا وشعبي كلبونا جماعه الدين واحد والهدف اخدم الشعب – لاضاق صدر الشعب ما استر ساعه/ اضيق من ضيقه واستر لاحب).
الزعيم الخالد صباح السالم كان الشعب هو الأهم والمهم عنده وعلى رأس الأولويات فكان دائما يضع الشعب وطموحاته نصب عينيه ويحتضنه في قلبه لذلك لم ينسى الشعب هذا الرجل وعندما رحل خرج اهل الكويت جميعا رجالا ونساء واطفالا ليودعوه إلى مثواه الأخير في لوحة تاريخية معبرة تصف كل هذا الحب الكبير لرجل كان على قدر المسؤولية ويزيد.. وكان أهلا لأن يكون أمير الحب والعطاء والفزعة لأهل وطنه.
ولأن من شابه أباه ما ظلم فقد سار على الدرب نفسه ولديه الراحلين الشيخ سالم الصباح والشيخ علي الصباح رحمهما الله الذين خسرتهما الكويت وخسرت عطائهما اللامحدود.
رحمة الله عليك يا شيخ صباح السالم يا نصير الشعب وحبيبه.. يا من إذا ما تذكرناك تذكرنا أيام لا يمكن أن تنسى عم فيها الأمن والأمان والحب.. أيام العطاء والإنجاز والتميز.. رحمك الله.