بورتريه

سعد العجمي.. صلابةُ “أب” أثخَنتْ خناجِر “الحاقدين”..!

أي كلمات الثناء نختار عن رجلٍ أفعاله تدفع “الجِزيةَ” عن كل الكلمات.. تُوِّجَ أستاذاً في شرف الحياة لأنّ الحياةَ موقف والحياةُ شرف.. بفضله وقلّة أمثاله أعدنا اكتشاف قيم المروءة والوفاء والإخلاص، وكل ما نسيناه عن شهامة “السّمَوْءل” و “هانىء بن مسعود الشيباني” وغيرهم. 

“إعلامي” أدركت عيناه ضوء الحقيقة الذي سطع فلم يزغ بصره.. الإعلام في عقيدته وإيمانه “رسالة” وليست “وظيفة” من أجل ذلك استقال من عملٍ لا يستطيع من خلاله التوفيق بين دوره الوطني وبين “عمله الإعلامي” فكتب اسمه في لوحة شرف “الإعلاميين المحترمين”.

إذا ذُكر اسمه ذُكِر معه “الرمز” مسلم البراك والعكس صحيح.. فمن خلالهما عرفنا المعنى الحقيقي للصداقة بأنها ذروة العلاقة بين عقليْن وروحيْن.

 سعد العجمي.. الصحفي والاعلامي والشاعر والناشط السياسي في حب الوطن.. من الأبطال الذين لا يتكرّرون كثيراً فيما العبيد يملؤون الدنيا، و”العبيد” بالمعنى وليس باللون.. وبطولته التي وثّقتْها صفحات “شرف المهنة الإعلامية” كانت في تخليه عن منصب “مدير مكتب قناة العربية في الكويت” أواخر عام 2012 احتراماً لوطنيته ومهنيّته.. ولأن الحقيقة امتلكتْ قلبَه ومن تمتلكْ قلبه الحقيقة لا تُفرّط به.

لم يعبأ بلغة القدح والذم والتخوين والتجريم التي كانت تأتيه من قطيع “أبناء آوى” في معسكر “الفساد”.. ولم تتأثّر مواقفه الوطنية بثقافة التملّق والانتهازية والقفز بين المراكب.. ولم يتحوّل الى إعلاميّ يمتهن عمل “كلاب الصّيد” التي تريدُ إرضاء سيدها بإحضار لحم الفريسة إليه.. ولم يتخذ “الشِّعر” وسيلة للتكسُّب المالي مدحاً لـ “لص” أو ذمّاً لـ “شريف”. 

حين تستعيد تسلسل “دناءات” الحاقدين على “مواقفه الوطنية” تُحسُّ بالقشعريرة من حجم الخُبث والنذالة والمَكر الذي تعرّض له، سواء بقضايا كيدية أو وقف راتبه أو تشويه صورته حتى وصل بهم الأمر الى سحب جنسيته لإركاعه وإذلاله ولكن لا ضير على رجل “ليس قابلٍ للمساومة”.

ولأننا في زمن “سيء” و “عبثي” تُشبه أحداثه مسرح “اللامعقول” للكاتب الفرنسي صموئيل بيكيت.. وصل الأذى المرصود لسعد العجمي ونية الانتقام منه الى طفلته “صيته” ذات الأربع سنوات التي توقّف علاجها في الخارج بسبب سحب الجنسية من والدها.. فأي رجولة تلك التي تُقحم الأطفال في المماحكات السياسية..؟!! هل من الأخلاق الزجُّ بالأطفال في إجراءات الانتقام من ذويهم..؟! 

صحيحٌ أن “صيته” هي “جُرح” سعد العجمي، لكنه جُرحٌ بفضل صلابة “سعد الأب” صار يُثخِنُ خناجر “الحاقدين”.. فحين يؤمنُ الجرحُ بـ “دَمِه” تستحيلُ حوافّه إلى رُمحٍ ممشوق طويل القناة وإلى نصلٍ من لحم لا يُضاهي صلابته نصلٌ في الوجود.. ويستحيل فولاذ الخناجر إلى جسد نازف من طعنات الجِراح “الغاضبة”.. بفضلكَ “سعد” بدأ زمن الجرح الذي يقتل السّكين.