كتاب سبر

إلى أحمد السعدون.. بعيدًا عن التقديس والتشبيح

فضلت الابتعاد مؤقتا عن الشأن المحلي وعدم التطرق للوضع السياسي الممزق من ناحية المعارضة، والرصين من ناحية السلطة ، وذلك بعد التسابق المحموم لبعض كبار الأغلبية ممن يملكون الأفق السياسي في قفز حواجز اجتماعات الأغلبية والتصريح في تويتر لكسب بعض المغردين ممن يملكون أعدادا كبيرة من المتابعين وبنفس الوقت تفاديًا لحروفهم السليطة والوقحة نوعًا ما، وهنا تغير الحال فمن وقفوا بالأمس ضد الفساد أصبحوا اليوم يكيدون لبعض !… ومن أسباب الابتعاد المؤقت أيضًا تغير عقول فئة كبيرة من الشعب ممن أهانهم بالأمس “الجاهل” و “السجان” و “الراشي” باهانات يندى لها الجبين واليوم أصبح بعضهم كالغراب ينعق لصالح من أهانهم سواء كان يدرك ذلك أو لا يدرك !!
فقد رأينا أن هناك قدسية بدأت تحوم حول أشخاصًا أُلحقت برمزيتهم العصمة، وأصبحت ذاتهم ممنوعة من النقد بل ومنزهة عن النصح، والويل كل الويل لمن تجرأ ونصح، لذلك فضلنا الابتعاد عن الحرب الجانبية بين العبيد المقدسة لتلك الرموز.
*******
ولمن أراد معرفة بداية تمزق شمل الأغلبية، فقد بدأت من عند محمد الجاسم فهو أول من ضرب حائط الأغلبية وشرخ صف المعارضة، ومن ثم تبعه عبيد الوسمي عندما أجبر بعض الأغلبية على إتخاذ قرارا سريعا بالوقوف معه في استجوابه لرئيس الحكومة جابر المبارك محرجًا إياهم أمام القبيلة ، وبعدها تبعه مسلم البراك بنفس الأسلوب مع الأغلبية ومحاولة إحراجهم من خلال تويتر على إتخاذ القرار بعدم المشاركة بالترشيح في حال الحكم بتحصين الصوت الواحد… وهاهو أحمد السعدون يتبعهم وبنفس الأسلوب ، وبعيدًا عن الأغلبية وبعيدًا عن “حشد” !!
أحمد السعدون الذي نجله ونحترم تاريخه السياسي ، أعتاد الرموز الغير مفهمومة في تغريداته وتصريحاته مما أربك الجميع وجعلهم يشكون في كل شخص من الأغلبية والمعارضة ، وفجأة ذهبت الرموز واتضح مطلبه بطرد سعد العجمي من “حشد” بسبب سحب جنسيته … ولا أعلم غدًا هل يتم طرد عبدالله البرغش من صفوف الأغلبية لنفس السبب ؟!.
كان بإمكان السعدون وهو من هو في العمل السياسي أن يطرح ما يريد في اجتماع “حشد” وهذه من أبجديات العمل الحزبي … وبعيدًا عن تويتر الذي يلتهب بسبب الأوضاع العربية من حولنا والتي جعلت الشعب الكويتي في قلق وفوبيا حاله من حال بقية الشعوب العربية التي ترزح عقولها تحت وطأة الإعلام المدعوم من الأنظمة العربية والمبارك عند أمريكا والأنظمة الغربية… فكان على أحمد السعدون مراعاة تلك العقول والتي هي جزء لا يتجزأ من العقول العربية، ومخاطبتهم بعيدا عن الطلاسم والرموز التي عززت الفوبيا عندهم وأكدت على القلق التي تزرعه في عقولهم وقلوبهم الإعلام العربي الموجه.. فأنت يا أحمد السعدون لديك أفق سياسي يُعتمد عليه، وتملك حلمًا مشوبًا بذكاء ، ومع ذلك كانت تغريدتك الأخيرة حملًا ثقيلًا على تلك الشعرة الأخيرة والضعيفة والتي تربط بين الإصلاح وبين العقول التي تسيطر عليها الفوبيا.
هذه كانت رسالتي لك يا من كنا نعتمد عليه بعد الله في قيادة المسيرة الإصلاحية ، ولكنها رسالة صادقة ومن القلب وتخلو من التقديس والعبودية والتشبيح.. فعصمة السياسي وتنزيهه من الأخطاء لا أعترف بها ولا أتعامل بها ، ولا رمزية عندي لسياسي وهو القيد الحياة -أطال الله في عمرك-
‏?@ibn_khumyyes