كتاب سبر

صرخة قلم
أيها الأغلبية المبطلة.. كفى استخفافًا بالعقول

الأغلبيه من الشعب غير راضي عن أداء مجلس الأمة، وكذلك الحكومة، ولكن لا يعني ذلك أن نتفق مع كتلة الأغلبية المبطلة في كل ما يقولونه، ففي المؤتمر الصحفي الأخير الذي عقدته كتلة الأغلبية، أعلنوا فيه أن لدينا سجناء رأي من سياسيين ومغردين، ضاربين في عقولنا عرض الحائط. 
أيها الأغلبية.. نرجوكم أن تحترموا عقولنا، وأن تبتعدوا عن انتهاج سياسة الصحّاف وزير الإعلام العراقي في عهد  البائد صدام حسين، فلا يوجد لدينا سجناء رأي، بل يوجد لدينا ناس قليلة أدب وتستحق السجن، نعم نقولها وبكل صراحه “واللي يبي يزعل يخبط راسه بالطوفه”.
ناس يقل أدبها، ولا تحترم مسند الإمارة، ولا تحترم فارق السن، وتتطاول على سمو أمير البلاد، وعندما تتخذ فيهم الإجراءات القانونية، ويُحاكم ويُسجن، تقولون عنه سجين رأي، أي رأي هذا؟ هل الرأي شتم الآخرين؟ هذه قلة أدب وليست رأي. 
الأمر الآخر أنتم أيها الأغلبية، لو شتمكم واحد في تويتر كان ذهبتوا هرولة للنيابة، وإذا سُجن قلتوا يستاهل ليش يتطاول علينا، وأنتم ومغردينكم تطاولون على الآخرين، وإذا لجأ للقانون قلتم أين الديمقراطية؟ حقيقة أمر عجيب!
فلو دخل عليك (شايب) متقاعد عمره ستين سنة، تخجل وتفسح له بالجلوس على المساند، فكيف تتطاول على أمير دولة، دون احترام لمقامه السامي وسنه؟ حقيقة قلة أدب لا يوجد لها مثيل!
أيها الأغلبية.. إذا الشتم والقذف والتطاول على الآخرين تعتبرونه رأي؟ لماذا تهرولون للنيابة إذا شتمكم مغرّد؟ وأنتم اكثر ناس رافعين قضايا على مغردين، وبعدين إذا التطاول من باب الديمقراطية، ليش تزعلون من تغريدات الزميل حامد بويابس؟ والمغرّد زجران وغيرهم.. وغيرهم؟
 
كلنا ننتقد الحكومة، ونتتقد حتى الشيوخ على بعض تصرفاتهم، ولكن بأدب، ولا نذهب للشخصانية. 
مغرد يقول لشيخ (أنت منو خوالك؟ ومنو أمك؟ بالله هل هذه الديمقراطية؟ وهل الطعن في خواله من باب حرية الرأي؟) ومغرد آخر يقول عن شخصية تجاوز عمرها الستين سنة (لديه خمسة أعضاء ذكرية صناعية حاطهم بغرفته)، والمصيبة أن نواب الأغلبية المبطلة بعضهم ينتمون لتيارات إسلامية ولا يستنكرون على هذا المغرّد الطعن بالشرف، ويدعون أنهم إصلاحيين. 
ونفس المغرد يتهم شخصيتين عمرهما تجاوز الستين سنة بأنهما “نايمين مع بعض” والعياذ بالله، وعندما يُسجن هذا المغرّد تعقد الأغلبية مؤتمرًا صحفيًا، وتعلن فيه أن هذا المغرد سجين رأي؟ فبالله عليكم من يتهم الآخرين باللواط؟ هل هذا سجين رأي؟
أنا لدي سؤال ..  لو كنتم في دولة خليجية غير الكويت، وتطاولتم على الحاكم، هل تسجن يومين ويطلق سراحك حتى يصدر الحكم النهائي؟ أم تسحق سحقًا ولا ترى النور مرة أخرى؟ هذا إذا تركوا أسرتك في سبيل حالهم؟ لو كنت في دولة خليجية غير الكويت ماذا سيكون مصيرك لو اتهمت شخصًا عاديًا أن لديه اعضاء ذكرية صناعية؟ 
أيها الأغلبية.. احترموا عقولنا، وكفى استخفافًا بها، فلا يوجد لدينا مغردين سجناء رأي، لدينا مغردين تطاولوا وشتموا وطعنوا بالشرف، وقليلين أدب.. ومن طق الباب يلقى الجواب. 
بقلم.. ناصر الحسيني