كتاب سبر

حوار هادئ مع الشيخ د.عبدالله الشريكة

مع ظهور وسائل التواصل الإجتماعي عرفت (عن نفسي) بالشيخ الفاضل د. عبدالله الشريكة وتشرفت بمتابعته وهو للأمانة رجل في غاية الأدب والإحترام للآخر في التعامل والردود وهذا الأمر يكاد أن يكون نادراً عند التيار الجامي المدخلي فيغلب عليهم سوء الأدب والخلق للأسف الشديد إلا من رحم ربي ، الشيخ الشريكة ظهر فجأة بعهد الوزير الجديد كأنه صاحب النفوذ الأكبر في الوزارة المتصرف فيها (حسب ما نسمع) وهذا حقه وحق أي إنسان يعمل بشرط أن لا يعتدي على حقوق الآخرين ولا يظلم أحد ، بعد فترة تزايدت عمليات الإقصاء و(محاكم التفتيش) في الوزارة من تغيير جذري للجان وعدم التجديد لأشخاص والتدوير والتجميد و….الخ كل هذا من الممكن أن نقول أنه أمر عادي وسنة الحياة …لكن أن يكون الأمر إقصاء متعمد لتيار معين بهذه الهمجية ! لم يحصل بتاريخ الوزارة هذا الأسلوب خاصة بإبعاد الكفاءات وتولية الضعيف على القوي والإقصاء المتعمد وغير ذلك ! ، ومع الأيام نسمع دور الدكتور الشريكة في هذه العمليات ودخوله في شتى لجان الوزارة وإبداء (استشاراته) للوزير التي تصب في عمليات الإقصاء ومحاكم التفتيش !، وعجبي ليس بكراهية الدكتور لتيار الإخوان مثلاً فهو معروف وفكره معروف ولكن العجب أنه يردد دوماً وعندي تغريدات مصوره له وردود ونقول من ثقات أنه ضد إقصاء أي انسان بسبب الإنتماء وأنه لا يعمم السوء على الإخوان وغير ذلك من العبارات والتصريحات التي تشكل بالنهاية (توازنات) وهذا الطرح يختلف عن طرح أحد الوكلاء الذي باتت قضية حياته إقصاء تيار الإخوان فهو يقضي الليل مع النهار في (هذه العبادة) ! فلذلك لم أتعجب من ذاك لمعرفتي بنهجه وسلوكه (التعبدي)، وتمضي الأيام وفي كل يوم يحدثنا الثقات عن أدوار للدكتور عبدالله في إقصاء تيار الإخوان وتقريب أخرين بشتى الوسائل ! ، ويبدو أن الدكتور الفاضل عبدالله الشريكة لم يصبر في كتم توجهه وخطته وإنفجر ربما بسبب نشوة الإنتصار بالإقصاء فكتب تغريدة يطالب في رسمياً إقصاء الأحزاب والتيارات من الوزارات !! وبالطبع الأوقاف ليست ببعيدة عن هذا الأمر ! وكون الدكتور عبدالله أعلنها صريحة مدوية وبث مافي صدره فلا يسعنا إلا البوح بما في صدورنا من الشكوك والظنون التي تتحول يوماً إثر يوم بالقرائن الى يقين! ولتصدر الدكتور عبدالله في (المشهد الأخير) بالوزارة وطرح رأيه العلني فكان من الواجب مواجهة هذا الرأي العلني برأي علني أيضاً وللشريحة التي يستهدفها الدكتور وتياره، ومن هنا عندي مع الدكتور عدة وقفات :
– طرحك الدائم عن الإنصاف وعدم الظلم ألا يتناقض مع ما نسمعه عنك وطالبت به بصراحة مؤخراً عن أقصاء الجماعات والتيارات؟
– طرحك عن الإخوان أن فيهم الجيد وفيهم السيئ ألا يتناقض مع ماتفعله وتقوله بالوزارة؟
– هل يجوز شرعاً إقصاء إنسان بسبب الإنتماء خاصة إذا كان صاحب كفاءة واستبداله بأقل منه كفاءة؟
– قولك يجب إبعاد الأحزاب هل يشمل هذا التجمع السلفي لأنه عمل منظم جماعي لا يختلف من الناحية (الجماعية ) عن الإخوان إلا بالشكل التنظيمي؟
– تطرح بشكل دائم بأننا يجب أن نحارب الغلو والتطرف فماذا تقصد بهذه المصطلحات وماهي أدلتك على التطرف والغلو؟
– هل الإخوان الأكثر بالغلو تجاه من يخالفهم ام النهج الذي تسلكه الذي يقوم بالتبديع والتحذير ؟
– هل التيار الذي عمل الإنجازات الخالدة بالوزارة رفعت اسم الدولة عالياً يجب محاربته؟
– هل التيار الذي عمل الموسوعة الفقهية فخر الوزارة والدولة هو تيار منحرف ومتطرف؟
– ماهو معيار الإنحراف ومن يحدده؟
– لماذا كنت تهاجم وتحذر من إحياء التراث والآن تتقرب منهم ومن قياداتهم مالذي تغير ؟
– هل أنت أقرب لسالم الطويل وفلاح مندكار ام التراث فلا تقل مع الحق لأن الأطراف الأولى تعتبر الثانية منحرفة ؟
– اذا كنت تفخر بعلماء السعودية وتنسب السلفية لهم ماهو رأيك بقول عبيد الجابري وهو (شيخ معتبر) عند مشايخك بأن عبدالله الشريكة بالأدلة القاطعة من الإخوان المسلمين ؟
– اذا كنت تفخر بعلماء السعودية وتنسب السلفية لهم ما هو رأيك بكلام محمد المدخلي (اذا كان الطويل والشريكة أسدان للسنة فعلى السنة السلام)؟
– اذا كنت تفخر بعلماء السعودية وتنسب السلفية لهم ماهو رأيك بقول ربيع المدخلي (الطويل والشريكة أسدان على السنة ) ؟
– ماهو رأيك بتحذيرات تلاميذ المدخلي بالكويت والسعودية منك ومن منهجك ؟
– ماهو رأيك بثناء الشيخ ناظم المسباح وأحمد باقر وغيرهم وهما من التيار القريب منك الآن على الشيخ عجيل النشمي وعلمه وفضله وغيره من مشايخ الإخوان مثلاً؟
– اذا كنت تتحدث عن الغلو والتطرف هل يمثلك بعض التراث في من ينتسب الى دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب ممن ظهر بكلامهم الغلو والتكفير؟
– العلامة الألباني رحمه الله في آخر فتوى له في سلسلة الهدى والنور يعتبر الاخوان من اهل السنة وفيهم الطيب وغير الطيب العلامة العثيمين رحمه الله يحث على التعاون بين الإسلاميين وذكر منهم الاخوان وتلميذه خالد المصلح قريب من هذا والشيخ بن باز رحمه الله في كل فتاويه الرسمية يقول هذا الكلام ومازالت موجودة في موقعه الرسمي والكتب التي ما زالت تطبع والعلامة بن جبرين رحمه الله أيضاً قريب من هذا الرأي والكثير من أعضاء هيئة كبار العلماء أليس هؤلاء مشايخ للدكتور عبدالله الشريكة؟
هذه مجموعة وقفات مع الشيخ عبدالله الشريكة ولم أكن أريد أن اكتبها وترددت بالكتابة وحاولت الإختصار كثيراً وكذلك حرصت على الهدوء مع الشيخ لأنه محترم معي ومع غيري لذلك من يحترمنا نحترمه ولا أستهدفه فكلامي واضح من أجتهد فيستحق البروز والقيادة سواء كان اخوان او سلفي ، ولا احمل عليك الحقد لمنهجك فأنا وتياري بفضل الله نحرص على التعاون مع المخالف ولو خالفنا كثيراً او قليلاً ، وثق تماماً يا شيخ عبدالله لو أن الاخوان بالأوقاف عندهم حزبية لما كان هذا حالهم بالوزارة ولو كانوا في حزبية الرجل الواحد لما أستطاع خصومهم محاربتهم بهذه الطريقة وإبعادهم ، وأرجو كذلك المقارنة بالأدلة (بالحزبية والإقصاء) بين كل الأطراف ويجب علينا أن نقف إن كنا نريد الحق ضد كل حزبية وتعصب سواء كان سلفياً أو إخوانياً ، ويا شيخ عبدالله الأيام تدور و(الأيام دول) والسياسات تتغير (خاصة ببلدنا) فلا تسلك النهج الذي ستحاربه مستقبلاً اذا سيطر من يخالفك وسيقوم بهذه الممارسات.