بورتريه

بورتريه
طارق المطيري.. “الحكومة المنتخبة” أمامكم.. و”الدولة البوليسية” مِن ورائكم..!

قديماً قالت العرب “فلان أحمق من جحا” حتى جاء اليوم الذي تفوّقت فيه “العقلية البوليسية” في الكويت على “جُحا” واستحقّت أن تكون الأكثر حُمقاً بلا مُنازع لمجرّد أنها اعتقدت أو خُيّل لها أنها باختطاف هذا الرجل يُمكن أن تقضي على أفكاره وطموحاته التي تسير بخطىً ثابتة نحو الاصلاح السياسي وفرملة عجلات الفساد التي داست على كل مقدّرات البلد وأمواله في السنوات القليلة الماضية.
والحماقة في اختطاف طارق المطيري الأمين العام للحركة الديموقراطية المدنية (حدم) تجسّدت في أن العقل الذي اتخذ قرار اختطافه على طريقة “آل كابوني” العصابة الأمريكية الشهيرة، نسي أو تناسى أن أفكار طارق قد انطلقت وحلّقت وهبطت واستقرّت في نفوس الأحرار وكبرت وترعرت واستحالت عزيمة واصراراً وإقداماً نحو تجسيد أفكاره واقعاً يُنقِذ الكويت من عش الدبابير.
كان “مُدوّناً” في بدايات نشاطه السياسي حين أطلق عبارته الشهيرة “ارحل نستحق الأفضل” التي وجهها لرئيس الوزراء السابق ناصر المحمد بتاريخ 27 / 10 / 2009 فتحوّلت العِبارة الى حملة “ارحل” يوم 16 / 9 / 2011 وتبنّتها معظم القوى السياسية والشبابية حتى حققت مُرادها في الرحيل التاريخي الأول لرئيس وزراء.
له الأسبقية في تبنّي أشدّ الأفكار إيلاماً على “السُّلطة” مثل “الحكومة المنتخبة” و “الإمارة الدستورية”، ومؤخراً أطلق فكرة “تجمّع مئة ألف متظاهر” التي أرّقت المتنفّذين الفاسدين وأرعبتهم لأنّ لهذا الرّجل سوابق نضالية حطّمت عنادهم وغيّهم واستئثارهم بالقرار ومصادرة حق الشعب في تقرير مصيره. 
كَشفَ مخطّطات السلطة وتحدث عنها علانية حين أرادت قوى الشرّ افتعال فُرقة طائفية وفئوية في أحداث “الرميثية” وهي عادة السُّلطة حين تواجه مأزِقاً واستحقاقاً وسخطاً شعبياً على سوء أداءها وفشلها وعجزها في تحقيق تطلّعات الشّعب.
لا يعنيه أبداً أسلوب رفع السُّبابات والتلويح بالويل والثبور وعوائقب الأمور، واستمرّ في ازعاج “معسكر الفساد” من خلال حديثه الدائم المتكرر عن كوارث البلد وسببها الرئيسي “حكومة الشيوخ” التي بدت أنها تعيش أسوأ لحظات عمرها من خلال توتّرها وتشنّجها ومرورها بحالة من العصبية والهستيريا والنّزق لأن ثمة أحراراً من أمثال طارق يسيرون بثبات و ثِقة نحو إنهاء “شهر العسل” بين “السُّلطة” وبعض “التّجار” الانتهازيين.
ماذا بقي لـ”السُّلطة” في الكويت بعد أن جردتها عملية اختطاف طارق المطيري من كل الهراء الذي لم تستحِ من ترديده دوماً عبر “مرتزقتها” عن احترام الدستور والحريات ومركز الانسانية ودولة القانون…؟! 
واذا كان “طارق بن زياد” في فتح الأندلس قد أحرق سُفن العودة وقال لجنوده “العدو من أمامكم والبحر من ورائكم” فإن “السُّلطة” برعونتها ومقامرتها قد أسدت خِدمة لـ”طارق أبو زياد” فعملية اختطافه لمعت في الأذهان تحدّياً بأنّ “الحكومة المنتخبة من أمامكم والدولة البوليسية من وراءكم”.. ويوماً ما ليس ببعيد سوف يتحقّق حُلم طارق في اجتماع مئة ألف متظاهر يدخلون التاريخ في قيادة حراك سياسي شعبي يُنقذ الكويت ويُعز شعبها ويحمي أموالها و يحاسب الفاسدين فيها.