كتاب سبر

رفقاً بفضل شاكر

تصحو فطرة بعض مشاهير المسلمين على حين غرة فتنقله من عالم إلى عالم وحال لغير حال،فيضمحل حينها أمام حماسه كل ماجلبه عالم الشهرة،ليتضائل ويتصاغر أمام تعاظم التوبة والرغبة في الندم،لكن هذا”الجَلَب”يبقى متحوصلاً،يموت بتمام التوبة،وإلا عاد نابتاً غضاً عندما تفشل التوبة في اجتثاثه.
فالتائب”مقاتل”منشق عن نظام،إما أن يجد”الحاضنة” التي ترعاه،وإلا فسرعان مايعاد إلى جيش هذاالنظام.
وفضل شاكر أحد هؤلاء”المنشقين”الذين استفاقت فطرتهم لتخرجهم من عالم الفن والشهرة الواسعة و ماتجلبه من مغريات ورغد وفتنة،والذي لايعرفه إلا من دخله.
وقد فارق فضل شاكر عالم الشهرة من أوسع أبوابه،ليدخل عالم التوبة من أوسع أبوابه،وأعلى أسنمته،لقد ألقى فضل شاكر بالميكرفون ليمسك بالبندقية،ويعطي ظهره لجمهوره،ليواجه بصدره أعداءه،ويغادر مسرح الغناء ليلتحق بأرض الجهاد
لقد فارق حياة الدعة والترف،إلى حياة المشقة والشرف.
لقد انشق هذا المقاتل عن”نظامه” فهل وجد الحاضنة؟؟
لقددخل فضل شاكر الشام وهو يرى أهل الشام يقاتلون ب”مالناغيرك ياالله” وبمشروع وحيد،مَعلمه الوحيد هدم هذا النظام وإسقاطه،ثم التفرغ بعد ذلك لبناء نظام يشترك فيه جميع من ضحى لهذه الثورة من أطياف الشعب السوري،واستمر على ذلك حيناً حتى صدمه حدثاء الأسنان،وسفهاء الأحلام يأبون إلاأن يفرقوا أهل الشام على مااجتمع أهل الشام عليه،حينما بدءوا يصنفون المنادين ب”مالنا غيرك ياالله”حسب مفهومهم هم لهذا الإله الذي ماللعوام غيره،فيختبرونهم به
ويقاتلونهم فيه.
لقد دخل فضل شاكر الشام ليقاتل عدواً،فوجد نفسه أمام أعداء يقتتلون،وجهلة يقرءون القرآن يحسبونه لهم وهو عليهم،يستبيحون به دم المسلم قبل غيره،لقد رآهم يقاتلون بضراوة ثورة تطالب بمشاركة الجميع في الحكم،لقد رأى قوماًيطالبون بتحكيم الشريعة،وهم أجهل الناس بأحكام الشريعة.
لقد عجب فضل شاكر لتكفير المطالب بالديمقراطية،والحكم بردته وقتله،لمجرد مطالبته بالديمقراطية،والتي تعني ردته،ردة سواد من المسلمين وهدر دمائهم.
لقد رأى”محاكم شرعية”تقضي بتكفير علماء مسلمين ووجوب مقاتلة مجاهدين مسلمين
لقد رأي من يرفع راية “لاإله إلا الله”يشوه بها دين الله.!!
لقد دخل فضل شاكرحياته الجديدة بصورة،فبدأ يخرج  بتصور لينسحب من هذه الحياة بهذا التصور.
لقد غاب عن تصور فضل شاكر أن الجاهل هو أشد الناس عداوة للمسلمين لجهله بدين المسلمين،وغاب عنه تصور أن الجهاد دون علم يكون قطعاً للطريق،”وجهاداً” ضد الجهاد لقد غاب عن تصوره أن من المجاهدين من يضعف،ومنهم من يتلبس بالجهاد ليستغل،ومنهم من جاء الجهاد منافقاً ليفرق الصف،ومن المجاهدين المخلص الجاهل والذي هو شرهم.
لقد دخل فضل شاكر الجهاد عارياً عن كل شئ إلا الحماس،ولو كان الحماس كافياً
للجهاد لما أخره رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة.
لقدتكالبت على فضل شاكر هذه التصورات وغاب عنه أن هذا الدين متين وأن الإيغال فيه لابد أن يكون برفق وأن المُنبتَّ لن يُبقي ظهراً ولن يقطع أرضاً لمجرد حماسه كما نبه لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلم تلبث هذه الصورة التي دخل بها الجهاد أن بهتت،لتبقى حقيقة مشقة الجهاد وشدته لتستدعي صورة الحياة السابقة برغدهاوأمنها ومتعها وجمال جميلاتها،وكأني بفضل شاكر حينها يقول:
    فيم الإقامة في أرض الجهاد          
لاسكني بها 
ولاناقتي فيها ولاجملي
فاللهم رده لدينك رداً جميلاً.
كتبه: حمد السنان