كتاب سبر

السؤال الآن ليس عن وجود مؤسسات البلد من عدمها، بل عن البلد بنفسه.. بقلم الوشيحي
اجتماع مطير

المفترض أن تعقد قبيلة مطير الكريمة اجتماعها غداً، الثلاثاء، للتباحث والنقاش وتبادل الآراء، بحسب ما أعلن بعض أبنائها.
لن أكرر رأيي في مثل هذه الفعاليات، إذ سبق لي أن دعوت قبيلتي لاجتماع مماثل، بل قد أكون أول من دعا لهذا النوع من الاجتماعات، بعد أن تقصدتنا الحكومة بسحب الجنسيات، وانتزاع صفة المواطنة من أبناء العجمان ويام، وتشريد أسرنا بنسائها وأطفالها وشيوخها، على وقع تصفيق بعض العنصريين.
وقد أتفهم رأي من يختلف مع هذا النوع من الاجتماعات، خوفاً من أن تتحول الكويت إلى مجموعة كانتونات عرقية وطائفية، تلغي مؤسسات البلد… أقول: قد أتفهم رأيه، بشرط أن يكون قد رفع صوته احتجاجاً على ما حدث في الفترة الأخيرة من تشريد أسر، وسجن السياسيين، وإشاعة الفساد، والطعن في انتماء أحد مكونات المجتمع، بل أكبر مكون في المجتمع، القبائل، وباعتراف كثير ممن لا ينتمون إلى القبائل.
ولهؤلاء الأنقياء، المختلفين معي في الرأي، أقول أيضاً: عن أي مؤسسات بلد نتحدث؟ أين هذه المؤسسات عن النواب القبيضة؟ وعمن قام برشوتهم؟ وعن تهالك البنية التحتية؟ وعن تغوّل الواسطة والفساد؟ وعن حبس السياسيين وأصحاب الرأي؟ وعن هذا النهب العلني للأموال العامة؟ وعن قمع الحريات؟ وعن وعن وعن…؟
سيداتي سادتي، لم تعد هناك مؤسسات بلد، “هذا الصحيح وقولوا اللي تقولون”. والسؤال الآن ليس عن وجود مؤسسات البلد من عدمها، بل عن البلد بنفسه، هل هو موجود، أم نحن نعيش في بقايا بلد؟
أما من شجع وصفق لسحب الجنسيات، وضرب التجمعات، وسجن السياسيين والناشطين، وأتى اليوم ليتباكى بدموع مزورة مدعياً خوفه على البلد، فأقول له: “خوفك المفاجئ على البلد هو نكتة مسيلة للدموع ولأشياء أخرى”، ولن أضيع وقتي ووقت القارئ في الرد عليه بأكثر من ذلك.
بقيت نقطة متصلة بالموضوع، فالشيء بالشيء يذكر، وهي بخصوص الإجابة عن السؤال المتكرر عن سبب عدم عقد اجتماع قبائل العجمان ويام، بعد دعوتنا لعقده. وقد لا يحق لي كشف ما دار من نقاش طويل، لكنني سأختصر الإجابة بالآتي؛ “لم يُلغ الاجتماع، بل تم تأجيله بناء على طلب من بعض كبار السن وبعض الشخصيات من أبناء القبيلة، وإصرارهم على منحهم الفرصة للمحاولة والسعي إلى إعادة الأمور إلى نصابها”.
على أية حال، وكما قال لنا بعض أبناء قبيلة مطير عندما دعونا لاجتماع قبيلتنا؛ “نحن معكم… اليوم كلنا يام”، نقول لهم: “نحن معكم… اليوم كلنا مطير”.
بقلم.. محمد الوشيحي