كتاب سبر

دلو صباحي
صيته بين ضمير الأمة وضمير الأغلبية!!

كانت تلعب وسط اقرانها في ساحة المدرسة.. طفلة كويتية اسمها صيته.. تلعب بكل براءة وحب.. تغني للوطن والعلم.. حالها حال أبناء الجيران والأهل والديرة.. ولكن فجأة توقف الزمن ليعلنوا لها حقيقة هم فقط يعلمونها وحدهم.. حقيقة ليست بحقيقة.. وهي أنها ليست بنت لهذا الوطن.. فلا يشفع لها غناء ولا وجود ولا أحقية.
صيته في غمضة عين تجردت من هويتها وشخصيتها وبقرار مباغت جردوها من المواطنة التي ليس لها حق فيها بقوة وسلطة وجبروت القانون الذي يفرق بين صيته ابنة سعد العجمي وغيرها من أبناء المرضي عنهم.. وكأن المواطنة توزع بكروت الولاء وصكوك الرضا.
اليوم وقد تم سحب جنسيته تحول المواطن  سعد العجمي من كويتي الى سعودي لأنه مزدوج حسب مايدعون.. ولا اعتراض إن القانون يطبق على الجميع وإن كان الظلم أو العدل سمه ما شئت يطبق على الجميع.. فهل هو يطبق على الجميع ولا يفرق بين القادم من أصول سعودية أو إيرانية أو عراقية وسورية؟
قصة صيته وأبيها سعد قصة تتكرر وستتكرر مع آخرين وهو أمر تعودناه مؤخرا في بلد القانون المميز والمميز.. لكن المخجل أن ينعدم الموقف لدى ضمير الأغلبية التي ملأت الكون صياح بدفاعها عن المواطن وحقوقه وبين ضمير الأمة المنفرد الذي لم تزيده تجربة قيد حريته إلا شموخا واصرارا.
ضمير الأمه مسلم البراك حمل هم سعد وابنته صيته فيما ضمير الأغلبية ممثلين الشعب الحقيقين حسب قولهم بات يحمل الصفات الثلاث (لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم).. وكأنه فقاعة صابون انفجرت عند تعرضها الأول لريح الظلم والقهر.. زوبعة في فنجان مثالية في وصفها.. هشة مخادعة  ملأت الدنيا عويلا وقت الرفاة وتوارت وسكنت وقت الشدة.
غدا تعود صيته إلى ساحة مدرستها بشكل مختلف وبملابس مختلفة وبضمير مختلف تغني لعلم غير علم الوطن.. تلعب نعم وسط اقرانها ولكنها في النهاية ليست منهم لأنها بنت سعد العجمي.. الذي لم يحصل على صك الرضا وسند الولاء.
almesfer@hotmail.com