كتاب سبر

من سار على الدرب وصل

لماذا تخلّف المسلمون؟ سؤال يطرح نفسه بقوة على ساحة الفكر العربي والإسلامي، من المحيط إلى الخليج العربي، كيف ولماذا هذا حالنا! وديننا دين اقرأ، واعمل، وإسلامنا إسلام الفكر والعقل والتدبير والحكمة، وحضارتنا أنتجت في زمن قصير علماء من أمثال (بن سينا، ابن النفيس، الكندي، الفارابي، الخوارزمي، الجزري، بن فرناس، والبخاري) وقائمة طويلة لا تنتهي من نتاج العقل العربي المسلم، وهذا رد على العلمانية؟
العيب ليس بالدين العيب فينا لأننا ابتعدنا عن ديننا وابتعدنا للغرب والشرق، وكذلك الإجابة عندي تتمثل في تخلي العقلية الإسلامية عن الاحتكام إلى العقل والتجربة والركون للتخلف والرجعية والخرافة وعلو ثقافة التفاهة، على ثقافة العمق، وللأسف برعاية حكومات العرب، والدليل مصير كل مميز أو مخترع أو قيادي ناجح هو الإقصاء.
التفاهة التي دفعتنا لأن نفسّر حدوث الأمطار فيضان ودمار مع العلم بدول أخرى أقوى من هذه الأمطار مثال استراليا، يتم عزل الماء لزراعة الزهور وتنتج وتصدر للعالم هل هذا التفسير يتفق وأبجديات العلم؟ بالطبع لا، إذن ففي ترك العقل والحكمة وإعلاء ثقافة التخلّف والخرافة والتخوين والاستهزاء بعضنا ببعض سوف نكون من دون إلى دون حتى تنفذون، وهذا سبب من أسباب تخلف المسلمين، وكذلك من اسباب ضعف العرب عزلهم عن الأمة الإسلامية في طابور الصباح في المدارس، كلمة تعيش الأمة العربية، والصحيح الأمة الإسلامية.
يضاف لهذا، هذه الروح السلبية التي تسللت للعقل المسلم فأصبح مستسلماً دون الأخذ بروح المبادرة التطوعية، مثال حي الآن للأخ د.عبدالله بن أحمد العوضي حفظه الله، أسس في محافظة الجهراء الشامخة، فكرة مركز الجهراء للأمن الإجتماعي: تشجع على الفضيلة وتحارب الرذيلة بدعم أبوي من سعادة معالي محافظ الجهراء الفريق متقاعد فهد أحمد الأمير حفظه الله، وبإشراف عام من سعادة السيد ملوح رمضان الحربي، مختار العيون.
مركز الأول من نوعه في الكويت والخليج والدول العربية والإسلامية، يحافظ على الأمن الاجتماعي وليس سياسي ولا تجاري ولكن تطوعي لوجه الله من 50 شخصية من صفوة أهل الجهراء من دكاترة بالجامعات، ومشايخ، وعلماء، ومعلمون، ومفكرون، لايتحدثون عن المشاكل ولكن عن الحلول، تطبيقاً للمثل: الدخول في شباك المشاكل هين ولكن التأمل  في الخروج.
وأتمنى تعمم على جميع محافظات الكويت العامرة وتكلل التجربة بنجاح للإخوة:
  • أ.د. على اليعقوب، بالعاصمة
  • د. السوجي . بالفروانية
  • أ.حبيب العدواني .بالأحمدي
  • د. عبدالعزيز سنان. مبارك الكبير
حتي لا يصبح المسلمون ينتظرون الفتات الذي تلقيه لهم حضارات العالم المتقدّم ونحن خير أمة أخرجت للناس، ومن ثم أين الأمة التي تسعى لإعلاء قيمة الإيجابية والتفاؤل وترك التحلطم والتدمر والغيبة والنميمة بالمجالس عن المسؤولين والقياديون، وإذا تمت المواجهة يكون البوس والنفاق والمدح المذموم.
الشعور والعمل والنية الصادقة هي التي تبني الأوطان، التقوى والأمانة والجرأة والرحمة، وروح الخنوع والخضوع والضعف والهوان والذلة لا تبني الأوطان، لا أعلم لماذا الآن نكون في ذيل الحضارات في جميع المجالات بالتعليم والصحة والأمن والأمان والرشوة وغيرها؟
بل أصبحنا عالة على الأمم والحضارة الإنسانية عامة، لا تزعلون مني فأنا أول واحد فيكم لا تقل الناس هالكين فأنت أولهم أن ماعملت ونظمت وخططت.
وهناك سبب آخر لتخلفنا، وهو ثقافة الرفض لمن يختلف معنا بالأفكار والاعتقاد أننا أصحاب العلم والخبرة وغيرنا لا يعلمون ولا يفهمون شيئاً، علماً بأن من أبجديات هذا الدين قول الإمام الشافعي، رأئي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
إننا بعلاجنا لهذه الأسباب نستطيع أن نضع أقدامنا على أول الدرب، ومن سار على الدرب وصل.
بقلم.. فواز التيسي