كتاب سبر

الليبرالية الطائفية

ظهرت علينا جريدة الجريدة منبر التحالف الوطني الليبرالي الكويتي برسم “كاريكاتير” فيه استهزاء باللحية وإشارة واضحة أنها ومن يطبقها يحمل التطرف ويصدره، وفي الحقيقة فأنا لم أتعجب من هذا الفعل من جريدة الجريدة لأني أعلم جيداً توجهها وما يحمله الملاك وبعض من يكتب فيها من كراهية لمظاهر التدين أولاً وللتيارات الإسلامية ثانياً، وهذا الرسم هو جزء من مسلسل طويل مارسه هذا التيار بالماضي والحاضر وما جريدة الجريدة ومالكها الا امتداد لمدرسة جريدة القبس التي يزخر ماضيها وحاضرها بهذا التوجه، ومن الأمور الملاحظة التي تبرز في كل حدث كبير أو صغير تطبيق “ليبرال” الكويت لمنهجهم فقط تجاه التيارات الاسلامية السنية والمظاهر التي تكون عندهم مع تجاهل أو تغافل عن الجانب “الإسلامي الشيعي” ومظاهره ! وهذا تمييز واضح وجلي مستغرب منه خاصة أن المبدأ واحد والمنهجية واحدة ومن العجيب التمايز المستغرب هذا ! إلا في حالات نادرة جداً جداً وعلي إستحياء … وقد جمعت مجموعة ظواهر لهذه الحقيقة التي أقتنع بها جداً وألاحظها بشدة وهي لا تخفى إلا على مكابر عنيد… وهي:
1- تفاعل الليبرال مع الأحداث والتصرفات التي يمكنهم فيها مهاجمة التيار الإسلامي السني وفعالياته سواء كان هذا الفعل غير سليم حقيقة أو من خلال الإفتراء عليه ! وصمتهم عن أي حدث أو تصرف مشابه تقوم به تيارات أو فعاليات شيعية !
2- نقد وتخوين الرموز الإسلامية السنية وتياراتها والإتهام لهم بالتخلف والرجعية والصمت عن التيارات الشيعية وعدم الحديث عنهم بالجوانب التي تتشابه فيها مع التيارات السنية .
3- تسليط الضوء على أخطاء الرموز الإسلامية السنية والجماعات بشكل دائم وعدم ذكر إيجابياتهم وتحميلهم أي خطأ او انحدار بالمجتمع والأمة عموماً.
4- الإستهزاء والإنتقاص من بعض المظاهر مثل اللحية والثوب و”الشماغ” او العمامة الأزهرية وغير ذلك وعدم ذكر مظاهر تختص بالرمزيات الدينية للشيعة .
5- النقد والهجوم من الليبرال الشيعة على التيار الإسلامي السني وعدم فعل ذلك مع التيارات والرمزيات الشيعية وأحياناً الدفاع عن الرموز الشيعية الدينية!
ومن خلال الإستعراض لبعض المظاهر يتبين لنا أن التيار الليبرالي مع فشله وضلال مذهبه وفكره الا انه يطبق الطائفية من خلال الإنحياز وعدم المعاملة بالمثل في النقد ، وهذا يثبت ان هذا التيار هو مسلط على التيار الإسلامي السني فقط وهذه حقيقة تحتاج لبحث اسبابها بعناية ، لسنا طائفيين ولكن من حقنا تسليط الضوء لنرى سبب هذا التوجه وهذه المنجهية السقيمة ….!