يمر عالمنا العربي والإسلامي بمنحدر خطير جدا ، ينذر بغياب تام لمصداقية وشفافية وسائل الإعلام العربي ، فكل ما نشاهده ونقرأه في وسائل الإعلام العربي المختلفة سواء كانت المرئية أو السمعية ، أما مقلد لوسائل الإعلام الغربي أو مضلل لعقل المشاهد العربي ، ويقع الخلل في سوء إختيار البرامج والمواضيع الإعلامية الهادفة إلى عدم وجود رؤية وآلية واضحة ومنظمة تهدف إلى ترسيخ القيم والمبادئ في شعوب العالم العربي ، فأصبحت وسائل الإعلام العربي رصيد مفتوح يهدف إلى جمع الثروات والأموال الطائلة أو أصبح كالآلة التي تنفذ أجندات المصالح الشخصية ، بدلا من أن يكون منهجا تعليميا يروي عطش عامة الشعوب العربية بالمنفعة والإرشاد .
فالأسف نحن في دائرة مغلقة يتخللها إعلامنا العربي الفاشل ، الذي ليس له هدف ولا أدنى مقومات العمل الإعلامي ، حيث نجد في أغلب الأوقات إن إعلامنا العربي يركز وبقوة على الأمور التافهة في عرض برامجه مثل برامج الفضائح والمشاكل بين القوى السياسية وبرامج لتنفيذ أجندات سياسية خاصة مبرمجة ومنظمة لتحقيق أهداف دولة ما ، وعرض الأفلام والمسلسلات الأجنبية المدبلجة ذات التكلفة العالية ليضحكوا فيها على عقل المواطن العربي وتشتيت إنتباهه عن القضايا الرئيسية ، وبالمقابل لا يحق له التطرق إلى قضايا تتعلق بسياسات الدول الداخلية والخارجية ، أو إلى إنتقاد المسئولين والساسة العرب الذين همهم الوحيد هو سرقة أموال شعوبهم ، فهذا الأمر يعتبر خط أحمر لا يجب الإقتراب منه والتطرق إليه نهائيا.
حيث إن بعض الدول العربية توافق على بث قنوات متخصصة بالفتن الطائفية والمذهبية ، وتسمح لتلك القنوات بالعمل على أراضيها بتوفير المراسلين لها ، بل وتدعمها أيضا بالكوادر والأموال والمميزات السياسية.
مع العلم إن الإعلام يعتبر في وقتنا الراهن هو السلاح الأقوى لأي قوة عالمية تسعى للسيطرة على وسائل وسياسات الدول ، بل وأصبح له التأثير الفعال في تحقيق الأهداف المرغوبة في توجيه مخططات وأجندات القوى العالمية الكبرى ، فما حان الوقت لإعلامنا العربي أن يتسم بالمصداقية والعدل والإنصاف في نقل الصورة الحقيقة للأحداث دون تدليس أو تضليل ، وأن يبتعد عن الإنحطاط السياسي والأخلاقي والتربوي ، وذلك حتى لا ينصدم جيلنا القادم بالفتن الطائفية والبرامج المضللة والخلافات الإعلامية المنحطة!
بقلم.. عــادل عبــــداللـه القنــاعــي
@adel_alqanaie
أضف تعليق