كتاب سبر

وزير المالية والديوان وحربهم للتميّز الدراسي

تتكرر هذه الأيام قضية الشهادات الوهمية والفاشلة والألقاب المزوره التي يحصل عليها الكثير من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة والتطبيقي وبعض الوزارات والمناصب المهمة بالدولة ، ولحساسية الموضوع وإسقاطه لرموز كثيرة وواجهات نجد أن الدولة من خلال وزير التربية مؤخراً أشار في تصريح له عن التدقيق على شهادات أعضاء تدريس التطبيقي وحجم التزوير فيها ، وهذا الموقف يشكر عليه الوزير وأي مسؤول بالدولة يقوم بهذه المهمة .
تصريح وزير التربية وبعض الأطراف الحكومية في هذا الإتجاه يتنافى تماماً مع ما فعله وزير المالية أنس الصالح وديوان الخدمة المدنية مؤخراً بالضغط على الوزارات لتقليل مقاعد الإجازات الدراسية التي هي بالإساس توفر على الدولة ميزانية كبيرة من الموظف المجاز ، وحجة المالية والديوان أن العجز والوضع المالي بالدولة يحتم عليهم تقليل ميزانية الإجازات الدراسية!! فوزارة الأوقاف التي أعمل بها كانت تمنح 75 مقعد للإجازة الدراسية وهذا العام بعد أوامر وزارة المالية والديوان تم التقليل الى 35 اي الى النصف تقريباً !! والمفترض بالأساس قبول كل من يتقدم الى هذه الإجازة وما يترتب على هذا الأمر عدة أمور وهي مربط الفرس بين فقرات هذا المقال :
1- عدم منح إجازات دراسية يساهم في ذهاب الطلبة الى الجامعات التي لا تشترط الحضور لأن الطالب ليست عنده إجازة فيذهب الى هذه الجامعات حتى يحقق أهدافه الدراسية ويحصل أن يتخرج الطالب بمستوى ضعيف بسبب هشاشة الدراسة.
2- عدم منح إجازات دراسية يساهم في عدم تعيين أعضاء هيئة تدريس جدد بالجامعة والتطبيقي بسبب إشتراط تلك الجهات للتفرغ الدراسي بمدة معينة لمن يحصل على الشهادات العليا .
3- عدم منح إجازة دراسية يجعل الطالب يسافر بشكل اسبوعي لحضور إختباراته ومحاضراته وهذا يعني إرهاق الطلبة بالتكلفة المالية الكبيرة للسفر والعودة .
وبعد هذه النقاط يتبين لنا عدم صدق الحكومة في دعواها محاربة الشهادات الضعيفة ورغبتها بزيادة أعضاء هيئة التدريس والكفاءة عندهم فبإختصار الحكومة فعلياً تحارب التميز الدراسي ، وفعلياً وزارة الأوقاف أكبر من يرضخ لهذه القرارات الهزيلة فلم يقدموا أي أمر وكل طاقتهم في تصفيات داخلية ، واذا كانت حجة وزير المالية والديوان توفير الميزانية فبئس هذا القرار الذي يجعل التوفير على حسب الكفاءة والتميز والدراسي والتطور فيه ، فهذه حكومة تحارب التطور والعلم وبعدها نريد التفوق بين الدول ووطننا به الكثير من الامور التي يتم الصرف عليها بالسرقات والبذخ دون فائدة .
محمد عبدالله المطر