كتاب سبر

سر نعرفه كلنا

من عجائب هذه الحياة أن بها أسرار يعرفها الجميع، ولكن قليل من يعرف ويقدر بعض هذه الأسرار ويكتشف مكنوناتها، لذلك أصبحت أسرارًا.
بعض هذه الأسرار أصلها الكتمان ليس بذاتها بل بقيمتها المعنوية؛ كالتحفيز الذي هو من أروع هذه الأسرار حيث أن عطاؤه يبتدئ بمن قام به ثم ترى تأثيره على من استقبله، بمعنى إن عملية التحفيز خيرها ونفعها متعدي، فالمُحفِّز رابح والمُحفَّز رابح كذلك، إنه أحد أشكال رقي المجتمعات.
التحفيز قيمته الأولى تظهر على من قام به في البداية، فإن لم يظهر عليه كأنه ظمآن ويسقي الآخرين وهذا ابداً ليس من قبيل الإيثار بل هو ابشع انواع الظلم (ظلم الإنسان لنفسه) بحرمانها من الايجابية والانتاج.
عملية التحفيز هي أروع صور الإيجابية في المجتمع، لذلك نجد كثير من المبدعين لولا التحفيز لما ذكروا وظهروا  للمجتمع، فالتحفيز رائد الإنتاج وصانع المجتمعات المؤثرة، وهو أيضًا لغة تواصل العظماء، وهو كالعدة  للمتنافسين الشرفاء.
وأركان هذه العملية: مُحفَّز + محفِّز + حافز، لا بد وأن تكتمل هذه الأركان حتى ترى ثمرة التحفيز، وأيضًا لابد من التفنن في اختيار الأسلوب مع مراعاة التوقيت لهذه المبادرة، واختيار المكان المناسب هو أيضًا من الاحترافية المهمة.
بعصرنا هذا كل مقومات النجاح والإبداع متواجدة وسهلة الوصول، ولكن ما ينقصنا هو فقط شحذ الهمم لاستثمار هذه الطاقات، وإيجاد منظر الحماس المنضبط الذي من خلاله تكتمل صورة البيئة المُحفِّزة المناسبة.
أسرتك تحتاج لتحفيز، زملاؤك يحتاجون لتحفيز، أصدقاؤك يحتاجون لتحفيز، وأنت أنت أولى الناس به، فابدأ بنفسك حتى تصبح قدوة وتنهض بالآخرين.
ما بعد النقطة:
مجتمع بلا تحفيز لن ترى له حضور بين المجتمعات، فالتحفيز بكل أشكاله سمة من سمات الحضارة الراقية.
بقلم.. فهد بن رشاش
@bin_rshash