كتاب سبر

متفكر بهدوء ( هدف سامي ولكن !؟ )

الوطن والمواطن بينهما تلازم ، فلا وطن بلا مواطن ولا مواطن بلا وطن ، لذلك الحرص من المواطن واجب والعطاء من الوطن حق ، هذه فلسفة الدولة المحترمة والشعب المحترم .  
في هذا العصر التضامن مع معتقل أو مضطهد بشكل أو بآخر لا يكون بطريقة الصوت العالي وإحداث ما يسمى بالفوضى ( المنظمة ) حتى وإن حسنت النية ، فكم من طيب حسن النية أُعتقل !  ولئيم خبيث النية قد أُحتضن ! لابد من التعقل والتعاطي مع الاحداث  بشكل سليم  وهادئ .  
فالواجب أولاً يقع على زملاء المناضل المعتقل إن كان له زملاء بنفس قضيته ونضاله ، فهذا حقه عليهم بل هو مبدأ لشركاء أي مشروع نضال واصلاح سياسي ان صح التعبير 
، أين هم من مسلم البراك ؟ هل اعتقلو بأوروبا وأجوائها الجميلة ؟ أم بربوع القفار باركين على ( شبة الضو ) ؟ هل انتهى نضالهم باعتقال مسلم ؟ أم أن المناضل هو فقط مسلم ؟ أم النظر للمُعتقَل يغيير وجهات النظر ؟ أين صيحات النضال وشيلات والله انه والله انه والله انه ؟ أكل ذلك كان موضة وانتهت بمجرد اعتقال مسلم ؟!
هل انتهى دور الزمالة ؟ ودور النضال كما كان يهتفون به ؟  أم أن الإصلاح عندهم هو مطية الشهرة ؟
اعتقد أن مبادرة بعض المغردون ( بهتاف الشعب ) ليست خطأ بمعناها ، ولكن توقيتها غير مناسب وطريقتها أيضاً ليست مثالية ولا حتى إصلاحية ، ثم إن الموضوع أصبح عند القضاء ، واحترام القضاء ليس دائماً لشخصه بل للمصلحة العامة كي لا يشعر المواطن بالخوف وفقد الأمان ، القضاء لا تحجه وتحتج عليه الا بالقضاء ، فإن كان القانون من يعتقل الشخص فالقانون ذاته هو من يبرأه ويرد له اعتباره ، إن أحسنت الطريق والطريقة  .
مبادرة بعض المغردون بهتاف الشعب ليست تضامناً مع مسلم وان قصدو ذلك ! التوقيت غير مناسب أبداً ، ولا المكان مناسب ، كان الواجب من الشباب مساءلة من كانوا يزاحمون كتف مسلم أمام الكاميرات والمكبرات ، ليطالبوهم بالوقوف مع مسلم ومساندته ، مسلم البراك ليس بحاجة هتاف ! ولا شيلات واهازيج ! بل قناعة وإيمان بقضية مع احترام القانون واللجوء إليه .
الشباب بعضهم متحمس وهذا ليس خطأ ، فالحماس من مميزات سن الشباب ولكن إن لم يضبط هذا الحماس أصبح تهور غير مبرر وغير مدروس ، فحبك لشخص تراه رمز وهو بأعين العامة كذلك لا يجعلك تخالف القانون وتتمرده عليه ، فالعواطف بهذه الطريقة تضلك فلن تبلغ ما تسعى اليه .
الإصلاح ليس بالمخاصمة دائماً ، فنحن لسنا بدولة تعترف بالأحزاب ، لذلك من المنطقي والسليم أن الخطوات تدرس قبل المضي بها ، فلا ينظر للوطن كعدو ولا خصم ، بل ينظر له كالبيت الذي يحتضن الجميع ، ومن حقه علينا المحافظة عليه .
بوح :
ألم يتعب من يبحث عن الشهرة بطريق الكفاح المصطنعة  ؟
مابعد النقطة :
أشنع الأخطاء هي محاولة البعض لإشغال ( محل الفراغ ) بالحراك السياسي في الكويت واختزاله بشخص دون الإلتفات للمشهد كله . 
بقلم :
فهد بن رشاش
@bin_rshash