كتاب سبر

النقي حسن المسعودي

لم يُعد ذكر الموت ذا سطوة جبارة على النفوس…فبعد الكم الهائل من الضحايا التي تزف أخبارهم لنا وسائل الإعلام صباح مساء فَقَدَ ذكر الموت جزءًا كبيرًا من سطوته!…ولم يعد يستطع هز الأفئدة إلا بنوع اختياره!
فهناك أناس -لفرط سوءهم-موتهم راحة لأهليهم ولأوطانهم!…وهناك أناس موتهم يقلل نسبة الفضيلة على سطح الأرض!
من هؤلاء الذين قلّت بموتهم نسبة النقاء الأخ النقي حسن المسعودي!
ذلك الرجل الذي لا يخشى مَنْ رآه من عقد الأيمان المغلظة على أن ظاهره النقي لا يمكن حصوله إلا بنقاء داخلي بلغ مبلغًا عزّ نظيره في زمان الماديّات والشكليات!
عرفتُ حسن المسعودي وشكرتُ الله على معرفته…فأمثال حسن هم من البقايا الذي يذكروننا بأن الدنيا لازالت بخير!.
رأيته بعد أن أصيب بمرضه ورأيته يزداد ايمانًا بقضاء الله كلما ازدادت آثار المرض عليه!
جاءتني منه قبل وفاته بإسبوعين رسالة على الواتساب هذا نصها:
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء.. مازلت طريح فراش المرض ولا أدري ان كان الله سيقدر علي انقضاء الأجل أم سيكتب لي الشفاء .. والحمد لله على كل حال.. 
لكن اقصى ما أتمناه هو أن تبيحوني وتحللوني وتسامحوني. فقد أكون اغتبت أي أحد منكم او تكلمت فيه أو أسأت إليه بقصد أو بغير قصد.. 
لانني أريد أن ألقى الله بقلب سليم
أسأل الله سبحانه لي ولكم العافية”
 انتهت الرسالة
فأشهدتُ الله وملائيكته بأني حللته من أي شيء يتعلق بي…وأتمنى من أن يحللوه.
____________
ملاحظة:
حرصت على نشر هذا المقال في صحيفة سبر…؛لأنها السبب الذي أكرمني الله به لمعرفة النقي حسن المسعودي.
بقلم/ عبدالكريم دوخي الشمري