كتاب سبر

هنا يرقد إنسان طيب

لو أردنا أن نختزل حياة كل إنسان بعبارة مختصرة تكتب على قبره فإن كثيراً من بني البشر اليوم يصلح أن نكتب على شواهد قبورهم : ( من البيت إلى المقبرة ) ، لكنَ الراحل ( حسن المسعودي ) قطعاً ليس من أولئك الكثرة.
لن أتحدث عن حسن المسعودي الإعلامي فقد كفاني من هو خير مني المؤونة في ذلك ، ولن أتكلم عن حسن المسعودي الصديق فقد تحدث عنه أصدقاؤه ولست منهم ، ولكنني سأتكلم عن حسن المسعودي ذاك الإنسان الذي جمعتني به بعض اللقاءات العامة فوجدته مؤدباً وقوراً ، مستمعاً جيدا لأحاديث غيره ، يبادل الجميع الاحترام والابتسامة ، مهتماً بكل ما يهمَ الإنسان لأنه إنسان دون أي شئ آخر مهتماً بدعم قضيته التي رحل وهو لازال يحلم بحلها فرحمه الله رحمة واسعة وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
رحل حسن بعد أن عاش حياة قصيرة وهو المحب والكاتب للقصص القصيرة وكأنه أراد أن يخبرنا أن الحياة لا شئ وأن العمر طال أو قصر فلا اعتبار له بل الاعتبار والعبرة بطاعة الله وملاقاته بقلب سليم وهو ما أراده رحمه الله في رسالته الأخيره لأحبابه وأصدقائه التي افتتحها بـ ( حللوني ) وختمها بـ (القلب السليم ).
رحل حسن المسعودي رحمه الله فأجبرني – حزناً – على مسك قلمي الذي فارقته منذ فترة ليست بالقصيرة علّه يشاطرني الحزن ، رحل حسن المسعودي إلى جوار رب غفور رحيم ولو أردنا أن نكتب على قبره عبارة مختصرة تختزل تجربته في هذه الحياة لحق لنا أن نكتب : هنا يرقد إنسان طيّب.
منصور الغايب