كتاب سبر

“المصالحة..مع من”؟!

قبل سبعة وثلاثين سنة 
قبل تَلَقي ولاية الفقيه المعمودية من قِبَل الشيطان الأكبر قبل تحول المرجعية الشيعية العربية، بتدبير مقتل محمد باقر الصدر إلى مرجعية فارسية قبل ولادة جمهورية إيران الإسلامية.
قبل ذلك.. لم نكن نرى السفارات والمرافق الهامة محاطة بالأسلاك الشائكة والحواجز الاسمنتية،التي لم تخل منها حتى مساجد ولاية الفقيه وحسينيات المشاهد الحسينية.
قبل ذلك لم نكن نسمع شكوى طفل الابتدائية لأبيه بأن زميله في الفصل يسب أبا بكر وعمر.
قبل ذلك لم نكن نرى الرايات السود مرفوعة على أسطح  المنازل ولم نكن نسمع بيالثارات الحسين،ولا هيهات منا الذلة،تتوعد”أحفاد بني أمية”.
قبل ذلك لم تكن العائلات الكويتية المرتادة للمقاهي الشعبية تتصور أن تزرع القنابل بين أقدامها لتغتال مع أطفالها في فترة بهجتهم وغفلتهم.
قبل ذلك ما رأينا من يتجرأ من داخل البرلمان الكويتي،أن يشتم دولاً شقيقة ويتحدى مشاعر أهل الكويت،ليؤبن من أبكى أهل الكويت ويقبل رأس والد من أبكى أهل الكويت.
قبل كذلك في الكويت ماسمعنا من أبناء الكويت من يعلو صوته بالدفاع عن الخونة من أعضاء خلايا التجسس والخلايا الإرهابية لتخريب الكويت.
قبل ذلك ماسالت الدماء في البحرين ولا السعودية،ولااغتصبت لبنان بعميل إيران،ولااستبيحت الشام بالروس ولا المجوس،ولا تحولت اليمن من زيدية وشافعية تترضى على الصحابة،إلى حوثية صفوية تلعن الصحابة لم يكن من ذلك، قبل ذلك من شئ.
لم يكن شئ من ذلك حتى حطت طائرة الإيرفرانس”بحملها الثمين”بمطار طهران قادمة من باريس برعاية الشيطان الأكبر،على مرأى ومسمع ومرمى قوات الجيش والحرس الإمبراطوري دون أن يتجرأ منها من يطلق حتى رصاصة واحدة تعبيراً عن رفضها.
ومنذ تمكن ولاية الفقيه، بدأ تصدير الثورة إلى دول “بني أمية المغتصبة لحق آل البيت” ومنذ ذلك والوطن العربي عامة،ودول الخليج خاصة،تغلي بقلاقل ولاية الفقيه،وخلاياها النائمة والناشطة منذ ذلك اليوم تحددت أجندة  إيران الفارسية،من دول الخليج العربية.
وعلى الرغم من وضوح هذه الأجندة،حاولت دول الخليج التعايش معها لكنَّ شيئاً من هذه المحاولات لم يفلح،لأن أجندة ولاية الفقيه ترى بناء دولتها من حجارة أنقاض قصور الخليج.
إقرأوا التاريخ إن شئتم،ولن تقرأوه،ولو قرأتموه فلن تجدوا فيه بالأمس إلا ماترونه اليوم من مؤامرات،واتفاقات مع أي عدوٍ كائنٍ لأهل السنة.
“كل مكان كربلاء،وكل يوم عاشوراء”!! هذه هي عقيدة ولاية الفقيه التي تنكرها بتصريحاتها،وتؤكدها مليشياتها كل يوم في العراق وفي الشام وفي اليمن..فأي محاولات للتعايش والتصالح تحاولون؟! ، كيف يكون سلامٌ ومصالحة مع من يصورك في كل مكان أنك قاتله وفي كل يوم أنك سبب حزنه؟!
وكيف يكون سلام بين”مغتصب قاتل،ومظلوم قتيل” إلا أن يستوفي حقه ويأخذ منه ظلامته،ويستأصل شأفته؟! هذه عقيدة هذه مع هؤلاء..فإلى أي وهم يدعون؟! وقد يقول قائل:فأين إذن يكون تعانق المصالح؟! فأقول:تعانق المصالح فيما يُتقاسم من المصالح،أما حينما تكون المصلحة في القضاء على صاحب المصلحة،فذلك يعني حينئذٍ الحرب والإفناء!! وذلك يعني أن التعامل مع صاحب هذه الأجندة لايكون إلا بالمثل لأن من يكون بقاؤه  في فنائي لابد أن يكون في فنائه بقائي.
وإن التعامل مع الذئب لايكون إلا بصحبة البلطة،وكذلك مع جرائه اللائذين بالوطنية والحصانة البرلمانية،ولو نفعت المجاملة مع الخئون أحداً،لنفعت المستعصم مجاملته وثقته بوزيره ابن العلقمي،الذي سلمه لهولاكو الوثني.
إن محاولات أمريكا والغرب المحمومة للدعوة للإصلاح بين السعودية وإيران،وطأطأة إيران رأسها”للتوبة”ما هي إلا محاولات لإرجاعنا مرة أخرى إلى مربع الفرقة والتخاذل،وبالأخص حين أشهر زواجها الكاثوليكي من الغرب والشيطان الأكبر،وتسلمت هدايا الزواج من رفع العقوبات،ودعم للاقتصاد بالمليارات.
إن الكلام عن المصالحة مع إيران في الوقت الذي كدنا نملك فيه”الدبوس”لفرقعتها،كلام بارد لايصدر إلا من مغفل أو متخاذل أو متآمر.
من تكلم عن المواجهة العسكرية؟! نحن نريدها حرباً باردة،حاصرة حاسمة،ندفع بها إلى جحرها ونقذف بالكرة التي طالما لعبت بها خارج ملعبها إلى ملعبها.
كتبه:حمد السنان