بورتريه

بورتريه
د.أحمد بشارة.. ليس كل “صاحب بالين كذاب”

ارتبط اسمه سياسيا بـ”التجمع الوطني الديموقراطي”.. وعلميا بـ”الهندسة الكيميائية” و”الطاقة النووية”.. حين تقلب صفحات حياته تشعر بأنك أمام شخصيتين منفصلتين عن بعضها البعض.. شخصية سياسية والأخرى أكاديمية علمية.. ولكل شخصية تفاصيل مختلفة تماما.. لكنه رغم ذلك كان مخلصا في عطاءه للشخصيتين. 
الراحل د. أحمد عيسى بشارة أحد مؤسسي واحدا من أبرز الإئتلافات السياسية في الكويت.. “التجمع الوطني الديموقراطي” الذي أُختير لسنوات أمينا عاما له..  تأسس في ديسمبر عام 1978 بمشاركة من “حركة التقدميين الديموقراطيين” و “حزب اتحاد الشعب” وعناصر وطنية مستقلة أخرى بعثية واسلامية مستنيرة لكنه اقتصر بعد ذلك على الأطراف ذات التوجه التقدمي… من أهداف التجمع التي آمن بها بشارة في بداياته “السعي إلى قيام حكم ديمقراطي سليم… والعمل على عودة الحياة النيابية  على أسس سليمة… وإقامة مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية وينعدم فيه التمييز العائلي والقبلي والطائفي والطبقي.. وانتهاج سياسة نفطية تعمل للمصلحة الوطنية والقومية”. 
له رأي بارز حول النظام الانتخابي في الكويت فكان من الرافضين لنظام الـ25 دائرة بصوتين ، ونظام الـ 5 دوائر والـ4 أصوات.. لكنه من المؤيدين لنظام الصوت الواحد وليس حسب النظام المعمول به حاليا بل صوت واحد و50 دائرة أي لكل (ناخب نائب).
أكاديميا.. تولى الراحل منصب نائب مدير جامعة الكويت حيث عمل أستاذا في قسم الهندسة الكيميائية بالجامعة.
وكان عضوا في المجلس الاستشاري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الكويت، وأختير لمنصب الأمين العام للجنة الوطنية لاستخدامات الطاقة النووية للأغراض السلمية، إضافة إلى رئاسته فريق الطاقة النووي الكويتي..ورئيس مجلس ادارة شركة المركز الطبي الكويتي القابضة.
بقي لسنوات كاتبا في صحيفة القبس الكويتية وأختير قبل وفاته بأشهر لمنصب نائب مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي. 
شكّل أحمد بشارة بعلمه وثقافته وانغماسه في الشأن السياسي “مجموعة انسان”.. إنها نظرية: “الشعوب والحضارات هي مركبات كيميائية تتفاعل عبر ظروف فيزيائية هي ظروف الجغرافيا والتاريخ والاقتصاد”.
ولأنه أصبح مثالا لكل شاب في مقتبل العمر على كيفية التوفيق بإبداع بين العمل السياسي وبين الدراسة الأكاديمية.. علمنا بأن “ليس كل صاحب بالين كذاب”.