كتاب سبر

دلو صباحي
احنا حراس قصرك!!

الحمدلله على كل شيء حمدا كثيرا.. فها أنا أعود إليكم بعد فترة من التوقف عن الكتابة بسبب العلاج الطبيعي عافانا الله واياكم.. ولعل السبب الرئيسي في عودتي للكتابة الآن هو حب هذه الأرض والخوف عليها من هذه العصابات التي تعمل في الخفاء بغية زعزعة استقرارنا والنيل من وحدتنا وتمزيق مجتمعنا المسالم الآمن.
السؤال الكبير الذي يدور في ذهني وذهن معظم أبناء هذا الوطن.. لماذا غاب عدد كبير من النواب في الجلسة الأخيرة لمجلس الأمة والتي كانت مقررة لمناقشة الوضع الإقليمي المحيط بنا.. وتلك التطورات والمستجدات التي حدثت.. وهل بالفعل كما يتداول البعض بأن هؤلاء النواب والمنتمين للطائفة الشيعية لديهم رسالة يبعثونها ومتعلقة بالحكم في خلية العبدلي؟
لقد أكد عدد من نواب الشيعة أنهم سيحضرون الجلسة وليس لديهم مشكلة في الحضور ومناقشة الوضع الإقليمي ولكنهم تراجعوا عن الحضور بعد أن قال القضاء الكويتي الشامخ كلمته في قضية خلية العبدلي التي هزت الكويت والتي ينتمي فيها أصحاب هذه الخلية الإرهابية للمذهب الشيعي.. فهل هذه مجرد صدفة؟!
لقد كانت هذه الخلية تسعى لزعزعة استقرار وطننا وضبطت متلبسة بحيازة أسلحة متنوعة وكثيرة ولديها مخططات لاغتيال شخصيات وغيرها من التهم الأخرى التي ادانتهم فيها المحكمة فهل أصبحت الأمور هنا محل نقاش ومحل تحليلات مغايرة مبنية على الطائفية وغيرها من الأمور التي تشتت مجتمعنا؟!
لقد تكاتف الشعب الكويتي كله بجميع مكوناته من الشرفاء رافضين ما حدث من عمل ارهابي جبان في مسجد الصادق.. رافضين لأي عنف أو ارهاب أو عمل يفرقنا ولا يجمع كلمتنا على حب هذا البلد.. وجاء كبيرنا سمو الأمير حفظه الله بكلمته الشهيرة هذولا عيالي.. وقال الشعب كلمته ورد عليه بالفعل وبالتكاتف كما لو أنهم يقولون واحنا حراس قصرك يا سمو الأمير بجميع شرائحنا فما مس الشيعة مسنا وما يضر الشيعة يضرنا.
السؤال الثاني الذي يطرح نفسه.. أين هم حكماء الشيعة مما يفعله النواب الشيعة وما يسعون إليه من بث روح الطائفية والفتنة؟ أليس المجلس هو دار الندوة أو هو الديوانية السياسية لمجتمعنا ومفتوح للجميع للتحاور والنقاش وابداء الرأي للوصول إلى تشريعات وقرارات ترضينا جميعا؟ فلماذا الامتناع عن الحضور؟؟؟
نحن حراس قصرك يا طويل العمر.. جملة يرددها جميع الشرفاء من جميع الطوائف والمذاهب والقبائل الذين يؤمنون بأن الكويت هي الوطن وهي قبل كل شيء وهي الخط الأحمر الذي يقف عنده ولا يتعداه أي توجه آخر.. والحكم في قضية خلية العبدلي ليس حكما طائفيا أو ما شابه بل هو حكم يتعلق بالكويت وأهلها جميعا.. فلماذا الامتناع عن الحضور؟!
الخيانة العظمى للوطن تهمة المنتمين لخلية العبدلي الثابتة بحكم المحكمة وحيثيات الحكم الذي نطق به القاضي لا يمكن أن يدافع عنها أو يتبناها أي شريف أو منتمي للكويت سواء كان شيعي أو سني.. بدوي أو حضري.. وحراس قصرك يا طويل العمر هم الرافضون لهذه الخيانة وهم ذاتهم الرافضون للعمل الجبان في مسجد الصادق.. فلماذا الامتناع عن الحضور؟!!
هل ياترى امتناع النواب الشيعة هو رفض لحكم قضية العبدلي.. هل هي مجرد صدفة أم رسالة سياسية موجهة للوطن؟؟ أتمنى أن تكون مجرد صدفة ليس إلا وأن نواب الشيعة لم يقصدوا توجيه أي رسالة تجاه الحكم في خلية العبدلي.. فعلا أتمنى ذلك.. وأتمنى أن تكون هناك شفافية وتوضيح من قبل هؤلاء النواب وأيضا أن لا يمر هذا الأمر مرور الكرام.. فحراس القصر يجب أن يكونوا أمناء عليه.. واحنا حراس قصرك وحراس الكويت يا سمو الأمير.. نحن جميعا أبناء الوطن الغالي بكل طوائفنا.
وبعد حكم القضاء هذا الذي صدر على خلية حزب الله وجب على الحكومة إدراج هذا الحزب الارعن على قائمة الأرهاب ومن ينتمي له من الكويتيين فماذا تنتظر الحكومة بعد هذه الخيانة العظمي التي لا تقف عند حيازة الأسلحة فقط كما أراد وصفها أتباع الصفويين.
من المعلوم أن كل طائفة بها المفسد والمصلح ولا يجب أبدا أن ندعم ارهابي لكونة ينتمي لطائفتنا.. فالدفاع عن خائن الوطن أو حتى التعاطف معه يجعلك شريك في هذه الخيانة.. والولاء يجب أن يكون للوطن وهذا التراب الذي نعيش عليه.. والخيانة للوطن هي خيانة للعرض والشرف وللأمير وللأسرة التي ارتضيناها ويحكم بيننا جميعا دستورنا الذي وافقنا عليه.. ويجب أن يكون الانتماء لهؤلاء ولهذا الوطن لا لأي دولة أخرى أو حزب أو شخص بعينه.
وهنا استعير جملة الرئيس الأسبق لمجلس الأمة أحمد السعدون “أحنا حراس قصرك لى حجت حجايجها”.