كتاب سبر

قبل أن تفرحوا تمعّنوا..!

انتهت ما تسمى بالانتخابات التكميلية لشغر مقعد نبيل الفضل في الدائرة الثالثة، وقد فرح بالنتائج من فرح وصفق لها من صفق واعتقد من فاز أنه حقق مراده وناله.
وحتى لا يمر هذا الحدث دون قراءة، وحتى لا يمر مرور الكرام لا بد من وقفة لقراءة أحداثه ومعرفة ما وراء هذا الحدث..
اختلف الحلفاء في هذه الانتخابات وأراد كل منهم تبيان قوته في الشارع وما يملكه من قواعد، حتى يتمكن في القادم من الأيام من تنفيذ أجندته وفرض شروطه على خصومه الذين سيتوهمون ولا شك بقوته وقدرته مستقبلا على إنجاحهم أو إسقاطهم في أي انتخابات قادمة..
ومن هذا المنطلق سنبدأ تحليلنا لنتائج انتخاباتهم..
أولا: الشيعة
ثبت بما لا يدع مجالا للشك إن حضور الرهط التسعة لمقر المرشح هشام البغلي أضره ولم ينفعه، فقد تسببوا برسم مواقفه وسياسته دون أن يعلموا، وأيضا ومن حيث لا يعلمون أتاهم الرد من قواعدهم الذين قاطعوا التصويت للمرشح الذي دعموه وطالبوا بانتخابه، فتخيلوا إن الطائفة التي عودتنا على الاصطفاف في كل انتخابات خلف مرشحيها والذي يزيد عددهم في هذه الدائرة عن 8000 ناخب وناخبة لم يصوت للمرشح المدعوم من التسعة إلا ما يقارب ال 2500 ناخب فقط وقاطع التصويت 5500 ناخب وناخبة، وهي رسالة واضحة وصريحة للتسعة إن مواقفكم المتخذة في هذا المجلس لا تمثلنا ولسنا براضين عنها.
والرسالة الأهم باعتقادي هي تلك الموجهة من الطائفة للسلطة بمقاطعتهم للانتخابات رغم محاولة السلطة وبعض حلفاءها جر هذه الانتخابات وتحويلها لصراع طائفي، فينتقل هذا الصراع لصناديق الاقتراع بعد أن يحشد كل طرف أنصاره، وعندها تحقق السلطة هدفها ومرادها بتسجيل نسبة تصويت كبيرة تثبت فيها فشل المقاطعة، ولكنها ورغم كل الفتن التي حاولت إشعالها فشلت وفشل مخططها.
ثانيا: اختلاف القطبين
حاول كل قطب من القطبين إنجاح مرشحه ليكون عونا له في مواجهة الآخر، القطب الأول كشف كل كروته واستخدمها لحصد مقعد الدائرة، بينما الآخر اعتمد على ثقل مكون من مكونات أهل الكويت عل وعسى!
القطب الأول ظهر أذكى في لعبة الانتخابات فقد سخر الحلفاء من مشايخ الدين للتأثير على العامة وطلب منهم تزكية مرشحه، بينما الآخر اكتفى بإرسال وزير لتبيان الدعم لمرشحه.
ثالثا: مرشح الرئيس السابق
وهو المرشح الذي حاول به الظفر بكرسي أبيه ليستمر على نهجه بإثارة المجتمع المحافظ، ولكن الصدمة كانت بالنتيجة التي حققها مرشح الرئيس السابق الذي خسر قواعد أبيه، وكشف للشعب خسارة الرئيس السابق لكل مؤيديه ومن له عليهم سابقا كلمة ومون وأمر..
وباختصار.. هو عرف وعلم حجمه الآن بالشارع بدون ترييف وتزلف!
وأخيرا..
رغم كل محاولات استحضار الفتن، ورغم كل محاولات التأثير على الشعب لترك المقاطعة والتصويت لتسجيل رقم انتخابي يثبت قبول الشعب بمرسوم الصوت الواحد، ورغم كل حملات التشويه المتعمدة التي حاولوا تحميلها للمقاطعين من خراب للوطن والمآسي التي تبعت المقاطعة والقرارات السيئة التي اتخذها هذا المجلس والتي كانت بسبب المقاطعة، إلا إن الشعب ثبت على مقاطعته، ولكن ما هو رائع وجميل اعتراف السلطة وحلفاؤها ومؤيديها ومغرديها أن مجلسهم هذا فاشل وأضر الكويت والشعب بقراراته وقوانينه، ومن حيث لا يعلمون شجعوا الشعب على المقاطعة بدل تشجيعهم على المشاركة، لأنه وباختصار علموا إن صاحب المقعد الواحد إن أحسنا الظن به ليس سوبرمان سيتمكن من تغيير الواقع وما أفسده هذه المجلس طوال هذه السنوات بما شرعه من قوانين فاسدة، وبما إن الشعب (قد يكون) استوعب الدرس وبما يخطط له، علم أن هذه النائب الناجح كل ما سيفعله بعد القسم هو رفع يده عندما يطلب الرئيس منه رفعها، وينزلها متى ما أمره أو أشار له بإنزالها..
وسلامتكم،،،