كتاب سبر

وقفات مع إضراب القطاع النفطي

تابعت كما تابع غيري أحداث إضراب القطاع النفطي وما انتهى إليه، ولن أقول لكم إنني كنت أتمنى أن لا ينتهي بما انتهى إليه لأني لست موظفا بالقطاع النفطي ولا أعلم ما الضغوط التي تعرضت لها النقابات النفطية ودعتهم لإلغاء الإضراب بعد ورود اتصال لهم من الجهات الرسمية العليا، مع وعود تنفيذ المطالب بعد مقابلة رئيس الوزراء الذي من المفترض مغادرته اليوم إلى نيويورك، ولا نعلم كيف سيحقق مطالبهم والوزير المختص الذي لا يعلم ما هي مطالبهم حسب تصريحه الإعلامي ولا السلطة الذي هو عضوا فيها تعلم مطالبهم، ولا نعلم أيضا هل الدقائق التي سيجتمعون بها كافية لشرح مطالبهم ومظلومياتهم أم إنه سيستمع لهم فقط مع وعود ثانية بالنظر في الأمر؟
المهم مما حدث وحتى لا ننتظر ما سيحدث في القادم من الأيام كوننا سبق وأن عشنا أحداثه ولدغنا من جحره في العام 2011 بعد خروج الشعب على مجلس 2009 ورئاسة الوزراء آنذاك وما تلاها من حل وتغيير برئاسة الوزراء، ومن ثم الهدنة لاتقاط الأنفاس بإعطاء الشعب ما يريد، حتى يتم التخطيط لكيفية توجيه ضربة قاصمة للجهة المراد تدميرها، في حال تلقتها لن تتمكن من الإفاقة منها!
ولحين اتضاح معالم الضربة دعونا نتوقف قليلا مع أحداث الإضراب الذي دعمناه وساندناه وكنا كلنا أمل بنجاحه، ولكن من حقنا بعد انتهاءه كما أعلن منظموه التوقف عند بعد أحداثه.
1- بعد بيان الحكومة الأول بمعاقبة المضربين صدرت بيانات وتصريحات من منظمي الإضراب بارتفاع سقف المطالب وكانت كالآتي:
– استقالة الوزير.
– استقالة الرئيس التنفيذي.
– تكويت القطاع.
وهنا يبقى السؤال: هل لازالت مطالبكم نفسها أم تغيرت وستتنازلون عنها؟
2- فرح المنظمون وومعهم المضربون بحضور بعض من يسمون بنواب مجلس الأمة، رغم إن هناك من لا يعترف بهم وخاصمهم لوقوفهم ضد االشعب في كل القوانين، وآخرها الوثيقة الإقتصادية التي لن يتمكنوا من تغييرها وفيها تخصيص بعض مرافق القطاع النفطي، والكهرباء والتربية والصحة، ومع ذلك عندما حضروا لمقرهم من يسمون أنفسهم بنواب فرحوا بهم وصفقوا لكلماتهم!
يا سادة من يبحث عن مصلحته أولا ولا ينظر للكويت فإنه سيخسر مصلحته والكويت معها، وهذا ما فعلتموه أنتم!
3- بعد إضراب الموانئ قامت السلطة بالطلب من الحرس الوطني تدريب 80 عسكري على إدارة الموانئ، حتى إن أعاد المضربون الكرّة لا تتأثر الموانئ بإضرابهم، وبعدها ستتركهم إلى أن يملوا من إضرابهم فيعودوا لأعمالهم وفق شروط وعقوبات السلطة، وعليكم أن تتخيلوا اليوم هل بإمكان السلطة تكرار ما فعلت بالموانئ معكم؟
لا تقولوا لا يمكنها لأن عملكم يحتاج إلى مختصين، فهي يمكنها تعيين مختصيين في الحرس الوطني لإدارة مرافق النفط وبرواتب كرواتبكم، وبأعداد أقل كثيراً من أعدادكم، جل وظيفتهم انتظار إعلان إضراباتكم فيبدأ عملهم.
4- وقف الشعب معكم لعلمه أن الدور سيكون عليهم بعدكم، لأنهم تمكنوا منكم سيتمكنون من باقي الشعب، ولا أظن إن هذه الفكرة كانت واضحة لديكم، والسؤال هنا: هل ستقفون مع الشعب كما وقف معكم أم ستتركونه يواجه مصيره منفردا؟
5- الحقيقة إن ما حدث في نهاية إضرابكم (وأنا لا ألومكم كثيرا عليه) هو ما حدث سابقا في مسيرات كرامة وطن، فالمنظمون قالوا للمضربين (رسالتكم وصلت مشكورين) وعليه فعليكم تحمل (رسالتكم التي وصلت) وأعانكم الله وأعان الشعب معكم على تحمل تبعاتها.
وختاما..
رسالة إلى الشعب..
كل ما حدث وسيحدث للمضربين في القطاع النفطي من سلب للحقوق والإمتيازات، وكل ما سينالهم من عقوبات سيمارس عليكم جميعكم ولكن بالدور، فهل أنتم مستعدون للتنازل؟ أم ستقولون انتهى الأمر وأكلنا يوم أكل الثور الأبيض؟