كتاب سبر

رفاهية العجول!

almesfer@hotmail.com
بينما يتعرض المواطن الكويتي اليوم لضغوط اقتصادية كبيرة وتحديات عظيمة على كافة المستويات بسبب انخفاض اسعار النفط وتراجع ايرادات الدولة والعجز في الموازنة العامة.. مازال العجل الكويتي يحتفظ بتميزه ولا نبالغ إن قلنا ثراؤه!!
العجل الكويتي لم يتعرض لاي برامج تقشف أو شد للحزام أو تخفيض من المميزات.. لم يحرم من الدورات التدريبية الخارجية ولم ينتقص من البونص الخاص به ولم تتقلص مخصصاته المالية ولا الغذائية من شعير وبرسيم وغيرها من الأعلاف.
العجل الكويتي مازال يعيش في رفاهية غير مهتم بتدهور الاقتصاد العالمي ولم يتأثر بفرارات منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) ولا حتى باجتماع الدوحة لتثبيت الانتاج عند مستويات شهر يناير 2016.
غريب طبعا أن أبدأ مقالي بهذه العبارات ولكنها الحقيقة يا سادة سردها لي أحد الاصدقاء العاملين في مجال الانتاج الحيواني عندما سألته عن أحواله وما وصل إليه في مشروعه في هذا المجال.
هذا الصديق نفسه كان تحدث معي قبل عامين تقريبا عن ذات الموضوع ووقتها كتبت مقالا عن العجل الكويتي والمواطن الكويتي عقدت وقتها مقارنة بين الاثنين وما يتمتع به كل منهما من مميزات مع اعتذاري طبعا عن التشبيه ولكن ما يستفزني هو أن المواطن منذ سنوات يعاني وتزداد معاناته في حين يظل العجل يحتفظ بمكانته العالية من الرعاية من الدولة ويبقى المواطن في ذيل قائمة الاهتمامات.
هنا اعيد واكرر يحصل العجل الكويتي على 150 دينار في شكل دعم من الدولة بينما تتقلص الدعوم ونتحدث كل يوم خفض الدعم عن المواطن من مواد الطاقة المختلفة وعن تحرير اسعار الطاقة وارتفاع اسعار البنزين لتباع بالسعر العالمي دون دعم فإلى متى يظل المواطن هكذا تحت موس الحكومة ويترك العجل يسرح دون حسيب أو رقيب أو آلية للترشيد.
بل أن العجل لديه من الحرية ما لا يتمتع به مخلوق على وجه الارض وفي كل البلدان فهو يتحدث كيف يشاء ويعلو صوته لأبعد مدى ولا يجرؤ أحد على محاسبته حتى وإن كان يسب ويقذف.. بينما المواطن المسكين ما أن يفكر بفتح فيه حتى يخرج عليه المتنفذين مهددين متوعدين ملاحقين له بين اروقة المحاكم ولعل ما يحدث مع المغردين خير مثال على ما نقول.
سؤال لصديقي مربي العجول.. لماذا لا يتم تنظيم تجمع للعجول أو مجلس أو نقابة تتحدث باسمهم؟ ويكون لهم رئيس سمين من سلالة متنفذة ومنتخب.. غير ضروري يكون يفهم أو يعرف.. المهم أن يكون له تأثير قوي ويعرف كيف يسيطر على العجول من حوله!
مع احترامي الشديد لكل البرامج الاصلاحية المطروحة يرد في مخيلتي أسئلة تجعلني أصاب بالدوار وأشعر بالقيء أهمها السؤال الكبير وهو هل كنا فعلا نحظى برعاية حقيقية في المجالات كافة وعلى رأسها التعليم والصحة والإسكان حتى نبدأ في برامج لخفض النفقات والترشيد من أجل إصلاح الخلل في ميزان الإيرادات والمصروفات؟!
هنا أنا لا اتحدث عن قطاعات بعينها وخصوصا قطاع النفط ولكني اتحدث عن هذا المواطن صاحب الدخل المحدود الذي لم ينل الرعاية الواجبة طوال السنوات الماضية فما هو المطلوب منه في القادم من الأيام؟!
إذا كانت الحكومة تتحدث عن الترشيد وعن رفع الدعم عن المواد الاستهلاكية والسلع الغذائية وتحرير اسعار الطاقة فعليها أن تنظر أولا من الذي يستحق أن يطبق عليه هذه النظريات.. اعتقد أن المواطن البسيط آخر من يمكن أن يطبق عليه هذا في حين أن العجل هو المفترض أول من تطبق عليه هذه القوانين الجديدة والقرارات الصعية.
شكرا لصديقي مالك العجول وبالعافيه عليهم 150 دينار لكل عجل.. كويتي.