كتاب سبر

على مائدة الكرام الزير والفيلكاوي

إن وفاة الرموز الدعوية الإسلامية والسماع لتاريخيهم وانجازاتهم تحمّل الأجيال اللاحقة المسؤولية الكبيرة لما لهذه الإنجازات والصفات الحميدة من أثر عميق في الواقع، وهذه الصفات والإنجازات الكبيرة لا شك أنها بُنيت في سنوات كثيرة مليئة بالصبر والعمل والإخلاص، وسنكون في هذه المقالة البسيطة على أحد أطراف موائد الكرام السيد خالد الزير “بوبدر” والمربي أحمد يوسف الفيلكاوي”بويوسف” رحمهما الله لنتناول أشياء بسيطة من سيرتهما العطره ووصفاتهما الطيبة وانجازاتهما الخالدة، وقلت أطراف موائدهما لأن تناول هاتان الشخصيتان لا تكفيهما هذه المقالة البسيطة في أسطرها وكاتبها، لقد حزن الدعاة الى الله تعالى وأهل الخير بوفاتهما رحمة الله عليهما في هذه الأيام وكأن وفاتهما ووفاة غيرهما هي أجراس متتالية تعلمنا الوفاء للكبراء بذكر فضلهم وتاريخهم وتنبهنا لتقصيرنا في حق أنفسنا ودعوتنا.
أما الأول هو خالد عبدالله الزير”بوبدر” العلم البارز في العمل المؤسسي الإسلامي وكيل وزارة الأوقاف الأسبق وعندما سمعت عنه رحمه الله تبينت لي بعض صفاته الطيبة وانجازاته ومنها:
– تواضعه الكبير مع الناس عموماً والعاملين في وزارته وكان مستمعاً جيداً لمن يشتكي اليه ويقترح له ويطلب منه، وقد ساعد الكثير من المظلومين في الوزارة عندما يشتكون اليه ولا يحس من يتعامل معه بحاجز المكانة والمنصب.
– تميزه الإداري فقد تطورت وزارة الأوقاف في وقته وكانت في عصرها الذهبي وتطورت في هياكلها وعملها خاصة في قطاع المساجد الذي ساهم في ريادته وتوسعه وكذلك تطويره للوقف الى أن أصبح مستقلاً عن الوزارة .
– عدم تمييزه بين العاملين في الوزارة سواء من خلال “الجنسية” أو الإنتماء الفكري والحزبي ،فقد ساهم بتميز مجموعة كبيرة في الوزارة من كافة التيارات والجنسيات ، وقد جمع بين حسن الإدارة وسمو التعامل والأخلاق.
– تميزه ومكانته في البيئة الأسرية وسمعت الكثير من المقربين منه عن خلقه الطيب وأفضاله ، وكذلك مكانته في منطقة الروضة حيث أنه كان هو وعائلته من أوائل من سكنها وعُرف عنهم الخلق الطيب.
– مساهماته الخيرية هو وعائلته المعلومة والخاصة التي لا يعلم بها الا المقربين منه في بناء المساجد والأعمال التطوعية والخيرية الكثيرة.
أما الثاني فهو المربي الفاضل الشيخ أحمد يوسف الفيلكاوي”بويوسف” أحد أعلام الدعوة في جزيرة فيلكا والمتميز في العمل الدعوي التربوي وكذلك العمل المدرسي التربوي ومن صفاته وانجازاته التي سمعت عنها:
– عمله الدعوي في جزيرة فيلكا بالسبعينات بعد تخرجه من “معهد المعلمين” فعُرف في التزامه الخلقي والدني والتف حوله مجموعة من الشباب المحب للدعوة والعمل الإسلامي وأنشأ حلقات تحفظ القرآن ودروس دعوية وشرعية لهم خاصة في مسجد شعيب وأيضاً مسجد الأمير.
– كان له أثر دعوي عميق في المدرسة بجزيرة فيلكا حيث أنه كان مدرساً للغة العربية وعرف في حسن تعامله وتدريسه حتى بعد الغزو في المعهد الديني الذي عمل فيه لاحقاً.
– تأسيسه مع بعض الدعاة لفرع جمعية الإصلاح الإجتماعي عام 1980 بحضور العم عبدالله العلي المطوع رحمه الله ، وشهد هذا الفرع بإدارة المربي “بويوسف” تطوراً كبيراً ومحضناً للعمل الإسلامي في جزيرة فيلكا بالبرامج والأنشطة الى بعد الغزو حيث استمر الفرع في احتضان بعض الرحلات للجزيرة.
– سخّر بيته و”الشاليه” الذي يملكه للرحلات الدعوية والبرامج والدروس وكان مكاناً يجتمع فيه الدعاة الى الله بالعمل الإسلامي.
– تميزه في الجانب الإيماني من خلال كثرة جلوسه في المسجد وقراءة القرآن حرصه على الصيام والصدقات ، وكذلك بره في أهله وتحمله المسؤولية بعد وفاة شقيقه وحبه وحرصه لصلة الرحم ، وكما عرف عنه الهدوء في الكلام والإستماع.
رحم الله خالد الزير وأحمد الفيلكاوي ولو نلاحظ أن كلاهما تميز في أمور بعملهما الدعوي الإسلامي ولكنهما اشتركا بالأخلاق الحسنه والتواضع ومحبة الناس لهما ، وهكذا هي رموزنا الدعوية تحملنا مسؤولية تقصيرنا مثما أشرت في البداية فالوفاء لهم بالعمل والإقتداء بصفاتهم الطيبة والعمل على تحقيق انجازات تشبه ما فعلوه وأفضل.