كتاب سبر

مجلسنا وفوبيا المعارضة

 لقد ذكرت في مقالة قديمه علي ما أذكر، أن الإخوة في المعارضة السابقة تاهوا في خضم اللخبطة السياسية في مرحلة ما، وأضاعوا بوصلتهم حتي أصبحت تترنح مما أدي إلي ضياع وتشتت مجاميعهم التي تعبوا علي لملمتها، وكنت قد ذكرت سابقا بأن الكل ركب الباص لأهدافه الخاصة والتي اكتشفت الناس لاحقا عدم مصداقية اغلبها.
وأنا هنا لا أعمم أبدا لأن الإخوة الصادقين وأصحاب الأهداف الواضحه لازلنا نحمل لهم التقدير رغم خذلانهم عندما أخذتهم النشوة وقتها، وأرادوا ان يركب معهم الباص أكبر عدد ممكن لكي تكون حافزا لهم أمام الرأي العام. وعندما يصل الباص إلي المحطة الأخيرة يحلها ألف حلال.
 وهذا ما أرهق وشتت المعارضة الحقيقيه التي تفاجأت بأن اغلب من ركب الباص في المحطات الأولي لم يلبث أن نزل في المحطات التي بعدها ليتفاجأ القلة القليلة التي صمدت انها بقيت وحدها في اخر المشوار وبأعداد لم تتعدي أصابع اليد الواحدة مع كل الأسف. 
لقد جرني الحديث إلي ما أراه الآن من حراك ونشاط قبل الانتخابات المقبله والتسخين الذي يظهر في كل النواحي واولها في مجلس الغفلة الموجود الان مع كل احترامي للقلة القليله المتواجدة فيه وايضاً احترامي لكل الشخوص التي ننتقدها وهذامن الحقوق المكتسبة لنا كونهم شخصيات عامه.
حقيقة لا اتابع الجلسات إلا ما ينشر أو تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن ما لفت نظري هو المستوي الذي وصل إليه أعضاء البرلمان من أمور سطحيه لا ترتقي لكون الأصل في تواجدهم التشريع والمراقبة بدلا من سياسة ردود الأفعال المبرمجة لكل ما يدور بالساحة ولكل نقد موجهه لهم. حتي أصبح هناك (فوبيا) تسيطر علي عقلهم الباطن من المعارضه السابقة وما يدور في ندواتهم ودواوينهم ومتابعة الرايح والجاي من أخبارهم والرد عليه بكل السبل حتي أصبحت قاعة عبدالله السالم كأنها مسرح همه الأول والأخير ما تطرحه أطراف سياسية اخري معارضه لهم.
 
نعلم بالهم الكبير الذي يعانيه الإخوة الأعضاء الحاليين من اثر تجاهل الناس لدورهم وتهميشهم حتي في المجالس التي يرتادونها، وأعتقد ان السبب الرئيسي هو الدور الضعيف الذي قاموا به طوال السنوات التي مضت ولم تري الناس منه فايدة تذكر.
حقيقة يحزن الواحد عندما يري ما يدور في الساحه السياسية وكأن الأمور أصبحت انتخابات وأصوات ووصول لمجلس الأمه فقط وتواري أصحاب الأفكار الخلاقه والفكر النير خلف ستار التكتلات المختلفه سواء القبليه أو الطائفيه أو حتي الحزبيه في ظل ظهور وجوه مشبوهه او متكسبه او حتي كأنها صحت من النوم فجأة لتعلن نية خوضها غمار السياسه هكذا بدون ادني فكر او حتي رؤية سياسية ممكن ان تقنع أهل بيته اولا فما بالك بإقناع المجتمع.
 
كيف يتطور المجتمع ومن ثم البلاد عندما نصفق لفلان وعلان بمجرد أن يعلن عن خوض تجربة لا يعرف ابجدياتها ولماذا نجامله في مجالسنا ولا نكون صرحاء معه ان كان لا يملك أدني مقومات العمل السياسي والتشريعي والرقابي ولم يمارس أي عمل حكومي سابق كصاحب فكر قيادي خلاق.
لا نلاحظ هذه الأيام سوي الصراع الخفي فقط هو الظاهر والخوف من قادم الأيام والتي سوف أذكركم بها قريبا بعد ان بدأت بوادرها وهي الفجور في الخصومة والطعن في الذمم والأعراض والقيل والقال في المجالس والدواوين المختلفه من اجل بلوغ الهدف.
 
البلد والأخلاقيات والحياء لم يعد هو السور الذي يجب أن لا نتعداه بل أصبحت في آخر اهتماماتنا وأولوياتنا 
اتمني ان لايجرفنا تيار التعصب وحب الذات والتفكير بالوصول الي سدة البرلمان الي الحرب الداخليه والتفكك والتشرذم الذي لن نجني منه سوي الندم. 
يا إخوان نحن السبب في نجاح واستقرار بلادنا. ونحن أيضا السبب في دماره وخرابه فعلينا ان نختار الطريق الأمثل لنجاة هذا القارب الذي يحملنا جميعا بكل نسيجنا الاجتماعي الجميل الذي عشناه طوال هذه السنوات،
وآخر دعواتنا أن يحفظ الله الكويت من كل مكروه.