كتاب سبر

قيادة المركبة بنكهة الموبايل

أقول سُكارى من غير شراب، هذا ما نشاهده في الشوارع والطرقات، بدل أن يترنح الأشخاص، أخذت تترنح السيارات، يميناً وشمالاً، حتى اتفق الجميع بأن السبب ليس هو (الخمر) أجلكم الله، إنما هو شقيقه (الموبايل) ذلك المُغيّب للعقل والفكر والإدراك، فبه أزهقت الأنفس، ويُتمت الأُسر، وتشتت البيوت بعد أن كانوا مجتمعين.
إلى وزير الداخلية وإلى قياداته، ألا تسمعون وتشاهدون ، كيف تُهدر الثروة البشرية ، بسبب ( الموبايل ) .
تُخرج لنا وزارة الداخلية احصائية مخيفة ، من الوفيات في الربع الاول من هذا العام ؟!
نقول للوزارة وللعاملين فيها ، والله لو فعّلتم عقوبة من يقود سيارته وهو يعبث ( بمبايله ) ، اشد العقوبات لشكرناكم ولأخذنا نُثني عليكم ، ولعلمنا مدى حرصكم وحِفاظكم على حياة الناس. 
قال تعالى: { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة }.
المشكلة هنا أنه لايُهلك نفسه فحسب ، ولكنه يهلك من معه، ويهلك الاخرين ممن هو في الطريق.
هنا تكون المخالفة في مكانها الصحيح ، وليس الهدف من المخالفة الغرامة المالية البحتة ، بقدر ما يكون المحافظة على الأرواح من العبث بها ، وقتلها بلحظة اسرع من طرف العين.
ختاماً : وزارة الداخلية الموقرة ، انتم مسؤولون عن حماية الناس وراواحهم ، من الخطر أو من الإعاقة أو من الموت.
أدوا اعمالكم بالصدق والأمانة والإخلاص والتفاني، لردع المستهترين ممن يقود سيارته ويلعب ( بمبايله ) واتساب وسناب جات وانستقرام وتويتر والعاب اخرى، وكأنه جالس في صالة بيته مع كأس شاي يحتسيه، ليزهق (بمبايله ) الارواح .
فعّلوا القانون على من لايحترم نفسه، بإستخفافه في حياة الآخرين ، ولقد عانينا كثيراً ونجونا منهم ومن شر عبثهم .
بتفعيلكم القانون، الكل سيشكركم ويثني عليكم ، لان المخالفة تكون في محلها.
حفظ الله الجميع من مخاطر الطريق وغيره .