كتاب سبر

فوق العارضة

من زمن الماضي الجميل، من زمن “الدشداشة فاول” و”حكّم ضميرك” والمرمى المصنوع من أحذية أكل عليها الدهر وشرب، من زمن القوانين التي تكون وليدة اللحظة في لعبة هي الأولى في طابور الألعاب المحببة لقلوبنا في تلك الفترة والتي كانت الألعاب فيها مقسمة بحسب المواسم ولكل موسم لعبته إلا تلك اللعبة التي كان لها في كل “موسم” قرص.

من ذاك الزمن الجميل تعالوا لأحدثكم عمّا هو أكثر إثارة للعجب من نقاش أهل بيزنطة الذي أصبح مضربًا للأمثال، تعالوا لأحدثكم عن نقاش “فوق العارضة” لمرمى بلا عارضة!، عن حجة توشّحت بوشاح”عذر للي يفهم العذر”من أجل عدم احتساب هدف والوصول إلى أهداف، حجة من أجل ألا يكون لأي مجتهد نصيب، فالعوارض غير الموجودة أصلًا إلا في أذهان أصحابها هي سيّدة الموقف وحارس المرمى هو الخصم والحكم!.

عارضة ذاك الزمان –الوهمية– والتي كان يحتدّ النقاش حولها وهل كانت الكرة أسفل منها لتحتسب هدفًا؟! أم كانت الكرة أعلى منها لكي لا يكون ثمّة هدف؟!-وتذكّروا أن العارضة لا وجود لها إلا في الأذهان-، هي نفسها الضوابط التي يضعها القائمون على ملف البدون في الكويت حول المستحقين للتجنيس من عدمه وليس ثمّة تجنيس، وهذا النقاش الذي يدور منذ فترة ليست بالقصيرة حول المستحقين وعدم المستحقين وما أعقبه من تقسيم البدون إلى شرائح وتلوين كل شريحة بلون يعبر عن خط سير صاحبها في مواجهة إشارة تقاطع المصالح هو أشبه بذلك النقاش حول تلكم العارضة الوهمية.

لقد نجح القائمون على هذا الملف وبامتياز بإشغال الجميع بالنقاش حول قوانين استحقاقهم الوهمية وشرائحهم المقسمة والتي لا ترتكز إلى أسس أو قوانين ثابتة بل إلى ما يدور في أذهانهم وليس ذلك إلا لحرمان أصحاب الحق من نيل حقوقهم ومنعهم من تسجيل أي هدف في شباك خصومهم فهم مهما اجتهدوا وبالغوا في تسديد الحجج الواحدة تلو الأخرى فكلها ستكون بالتأكيد أعلى من تلكم العارضة الوهمية لنعود إلى مربع النقاش الأول هل كانت فوق أم تحت ، ويا دار ما دخلك”هدف” .