كتاب سبر

ستشارك حدس في مسرحية السلطة

حاول بعض قياديوا (حدس) تبرير مشاركتهم في الإنتخابات القادمة حتى قبل صدور قرار الحركة بالمشاركة أو المقاطعة بعد الاجتماع المفترض عقده اليوم الخميس، فقد وجدنا منهم من يكتب المقالات مبررا قراره بالموافقة على المشاركة ومحاولا إقناع الشارع بوجهة نظره، رغم إن من يعتقد بصحة قراره لا يحتاج لتبريره وتوضيحه للآخرين، ولا يلتفت لما سيقال عنه جراء اتخاذه هذا القرار، ولنا مثلا ما فعله الوزير السابق وعضو حركتكم محمد العليم ومعه أعضاء (حدس) عندما ترفعوا عن الرد على الاتهامات التي طالت الحركة جراء صفقة الداو كيميكال كونهم يرون إن الصفقة ناجحة وستخدم الكويت وتنوع لها مصادر الدخل.

اليوم (حدس) قررت خوض انتخابات 2017، وبذلك قررت المشاركة في المسرحية التي تنتجها السلطة وتطالب بعض الحركات السياسية المشاركة فيها وتمثيل دور البطولة على الشعب..وكما كنا بالسابق نطلق على المتواجدون حاليا في قاعة عبدالله السالم مسمى (أعضاء مصو) وكذلك مسمى (دمى السلطة) فإن هذه المسميات ستطلق على كل النواب الذين سيشاركون فيما ستسمى لاحقا بمسرحية انتخابات 2017، فنحن لا نحتاج للمزيد من الممثلين والمهرجين بقدر احتياجنا لرجال دولة قادرون على قيادة الشعب نحو ترؤوس سلطاته الثلاث كما نص عليه الدستور.

هل ستقولون التضحيات كثيرة التي قدمها كل من وقف بوجه السلطة وفسادها؟ نعم هي كبيرة، وأيضا الكل يعلم إن أي سلطة فاسدة لن تتورع بالذهاب لأقصى مدى لتحقيق أهدافها حتى لو وصل الأمر للقتل أو الإعدام السياسي والإجتماعي كما حدث مع من سحبت جناسيهم أو مع من اعتقل وسجن، ولكن هذا لا يبرر موقفكم من المشاركة، لأن الرد سيكون سهلا عليكم وبالأمثلة ومنهما ما هو ليس ببعيد كمثال نيلسون مانديلا الذي اعتقل 27 عاما ومن ثم خرج من المعتقل ليكون زعيما لأمته التي حرمت من أبسط حقوقها وأعدمت سياسيا واجتماعيا طوال عقود من الزمن في جنوب أفريقيا. لا أريد أن أدخل معكم في سجال أو تنظير أو أن أبين لكم خطأكم الفادح بمشاركتكم، لأن أغلب من وافق على المشاركة هو أصلا يعلم الخطأ الذي سيمضي به، ولكن منكم من أتعبه الظل ويريد أن يخرج للنور وتكون له مكانة اجتماعية كما كان سابقا.

ولكن وبما أن قرار مشاركتكم قد اتخذ ولا رجوع عنه، فإن لي أمنية واحدة أتمناها من عزيز علي في مكتبكم السياسي وهو جمعان الحربش عدم مشاركتكم خطأكم، والإبتعاد عنكم بل والإستقالة من مكتبكم السياسي حتى لا يصيبه ما سيصيبكم..!