كتاب سبر

دلو صباحي
دستور أبو الشعب!!

 في ظل الاجواء التي نعيشها وبينما كنت اتصفح مواقع الانترنت المختلفة متابعا لما يحدث على ساحة الكويت السياسية وقعت عيني على عبارة شهيرة لأمير الكويت الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ صباح السالم الصباح رحمه الله يقول فيها “اننا نومن بان الحكم تكليف لا تشريف وبان السلطتين التشريعيه والتنفيذيه ماوجدتا الا لخدمة الشعب والسهر علي راحته لا السيطرة عليه”.

هذه المقولة رنت في أذني وأخذت اقرأها مرة واثنين وثلاثة متعجبا مما يحدث الآن تحت قبة البرلمان وبين الكتل السياسية والمتاجرة باسم الشعب والسعي للمكاسب الخاصة والتظاهر بخدمة الشعب.. مقولة الشيخ المغفور له صباح السالم بأن السلطتين وجدتا لخدمة الشعب اتخذت أشكال عدة في خطابات ومقولات زعماء في العالم كانوا أبعد ما يكون عن تطبيقها لكن الله سبحانة وتعالى من علينا بزعماء صادقون يطبقون ما يقولون بالفعل والعمل منذ صباح الأول وحتى صباح الأحمد ولكن تظل العلة باطنية وظهرت جليا في السنوات الأخيرة.

ويطل علينا بين فينة وأخرى زعماء شعبيين بعضهم ولا شك مخلصين ولكن مع الأسف البعض الآخر مجرد حامل للشعارات ما أن تتعارض المواقف مع مصالحهم أو طوائفهم أو قبائلهم حتى ينقلبون على مقولاتهم وتجدهم يتحولون مئة وثمانون درجة ويسقط القناع لتظهر الحقائق.

لاشك لدينا دستور محترم وعادل إلى حد بعيد فليس هناك كامل.. ولكن أين نحن من تطبيق الدستور والعمل بنصوصه وروحه فها هو المال العام وبالقانون يهدر وهي هي الحقوق وبالقانون تضيع.. فما أحوجنا اليوم إلى دستور ليس حبر على ورق ولكن دستور الشعب الذي يطبق الدستور الأساس ويعمل على تنفيذه بروحه لا بالنصوص الجافة فقط.

نحن اليوم بحاجة إلى رجال وليس رجل واحد مثل صباح السالم في كل مؤسسات الدولة في ظل التهديدات المحيطة وفي ظل الموارد المتراجعة بسبب انخفاض اسعار النفط.. نحن بحاجة لرجال كصباح السالم يؤمنون بما كان يقوله “ان الثروات الطبيعيه التي انعم الله علينا بها يجب ان تستغل استغلال علميا كاملا لصالح الجميع لا لفئه دون اخري”.

ويجب علينا أن نعلم أن القيادة وحدها لا تبني الأوطان ولكن الشعب كله يجب أن يكونوا جنودا في خدمة الوطن كل من موقعه فالموظف الصغير له دور ربما أكبر من مدير أو رئيس جهة.. والعامل البسيط ربما يوفر على الدولة المئات من الآلاف أكثر من المسؤول الجالس خلف مكتب فاخر مكيف.

روح المسؤولية يجب أن نتحلى بها جميعا وأن نعلم جميعا أننا قادة وأننا مسؤولون عن بلدنا التي كانت درة الخليج وأصبحت الآن في آخر الركب بسلبيتنا وتجاهلنا وتراجع روح التفاني في العمل والاخلاص في الآداء.

لست هنا في محاضرة للوعظ ولا حصة لتعزيز الأخلاق.. ولكني جدا حزين ويتجدد حزني كلما زرت بلد كانت تتخلف عنا بمئات الخطوات وأصبحت تتقدم علينا بسنوات ضوئية.. واترككم مع اقوال الشيخ الراحل المغفور له صباح السالم الصباح علنا نتخذ منها نهجا ونبراس في حياتنا.

“انا وشعبي كلبونا جماعه.. الدين واحد والهدف اخدم الشعب.. لوضاق صدر الشعب ما استر ساعه.. اضيق من ضيقه واستر لي حب”.. وقوله “اني وحق الوفا منكم علئ ثـقـةٍ.. والعهدُ مابيننا والودُ لا زالَ.. سلو ضمائركم فالحق ما شهدت.. به الضمائرُ شح الدهر او طالَ”.. رحمك الله يا شيخنا.. واسكنك فسيح جناته.

almesfer@hotmail.com