كتاب سبر

ليش يا “حدس”

سامح الله “حدس”! لم استعجلت غفر الله لها بالمشاركة! كان من المفروض أن تتريث على الاقل لعشر سنوات ضوئية وتستمر معنا بمعركة المقاطعة حتى أخر ناخب كويتي!

ألم يكن فيك يا “حدس” رجل رشيد ليخبرك بأن فريق المقاطعة كان وما زال يفوز في كل مبارياته الودية,ألم يخبرك كيف هزمنا فريق المشاركة في ملعب التويتر 3/0 مع الرأفة, وكيف دحرناهم بـ”الرتويتات العكسية”, و”بلنتيات” المنشن, ورأسيات “الفيرفيت” الملعوبة, ألم يعطيك خبر عن خرقنا دفاعاتهم بـ”باصات” لاعبينا المرسومة ,ألم يفكر رجلك الرشيد ولو للحظة بارسال “مسج” لك يحوي مجريات “تشليخنا” لهم في مباريات كؤوس السناب, ودوريات”الواتساب”! ودورات الانستغرام التنشيطية!

تباً لك يا حدس ولرجلك الرشيد! تركتينا عندما حمى وطيس المقاطعة وانضممت لجمهور العقلاء الذين ينتقدون أداء فريقنا وهزائمه المتكررة في المباريات الرسمية, صرت مثلهم تعيبين علينا خروجنا من دوري الواقع السياسي ونزولنا لدوري المظاليم حيث لا نور هدف واضح ينور طريقنا, ولا هواء اختلاف نظيف بيننا ينجد رئتنا ببعض الأمل!

يا الله ما أتعسك يا “حدس” ورجلك الرشيد وما أتعس هؤلاء العقلاء! يذكروننا في عز”نشوتنا المقاطعية المجيدة”بأن فيفا الدستور أوقفت مشاركتنا بمباريات الجناسي والمساجين والمهاجرين والانتخابات, يتصايحون بأننا صرنا ظاهرة صوتية تتلاشى يوماً بعد يوم أمام واقع الصوت الواحد, ويحاولون قلب فرحتنا حزناً ونحن نحتفل بفوزنا رافعين كأس الراح لننسي حقيقة ان المقاطعة وسيلة وليست هدفا, وان السياسة ميزان, تحمل كفتيه المصالح والمفاسد, وأن السياسي الناجح هو من يوازن بينهما, فيرسم خططه بناء علي ما يشاهده في عالم الواقع ,لا ما يراه في عالم الاحلام!.

“ليش” يا “حدس” قعدتينا من النوم!..وأفسدتي حلمنا المقاطعي الجميل..الله يسامحك!