وكأنه قرار إنتظره الكثيرون على أحر من الجمر.. ووجدوا فيه ضالتهم المنشودة ..فوضعوا السهام في النبال..والحجر بالأيدي ..و”هات ياضرب”.
هكذا كان حال “حدس” حين أعلنت قرارها المشاركة في الإنتخابات البرلمانية المقبلة..أو بتعبير أدق إنهاء مقاطعتها والعودة ..”فوق تحت ” أو”يوتيرن” إلى الجهة الأخرى والسير في طريق المشاركة.
صحيح أن بعضا من رموز “حدس” يتحلون بالإندفاعية والهجومية..وإن بعضا من أولئك البعض مستفزون في خطاباتهم ويتصف أسلوبهم بالإستهزاء الذي يجلب ويزيد من عداء الآخرين ل”حدس”ويضاف إلى الرصيد المتراكم من الموقف المعروف للكثيرين من تيار “الإخوان” ..ويبدون في موضع..على نفسها جنت براقش..وإشرب من نفس الكأس..إلا أن موقف الحركة ورأيها..والأهم من ذلك فكرها وأيديولوجيتها السياسية ترسم من خلال مجموعه كبيرة من الشخصيات ذوي العقول الراجحة والتفكير المتزن.
إن ردات الفعل تجاه قرار”حدس” تشير إلى أن هناك قطاعا لا بأس به من أفراد المجتمع لديهم رأي وموقف معارض لها..بل ربما يتجاوز ذلك إلى الرفض المطلق خاصة للرموز التي تظهر أمام العامة كمتحدثة وناطقة بإسمها..وهنا أرى أنه من المهم أن تدرس”حدس”جيدا قائمتها من المرشحين الذين سيخوضون الإنتخابات وألا ترتكب خطأ ترشيح من تتقبله هي ويرفضه الناس.. شخصيا أحيي”حدس”على إنهاء مقاطعتها..مشاركتها في الإنتخابات فهو موقف يعبر عن”فراسة سياسية” فالسياسة هي التعامل مع الأمر الواقع..والتعامل مع موازين القوى بالحكمة والعقل..وأدعوا باقي التيارات والجماعات المقاطعه إلى إتخاذ قرار مشابه..وأن يكون لديهم الإجابة المقنعه دون عناد ومكابرة ..ماذا يستفيد الوطن من المقاطعه..
فإذا كانت المشاركة نار ..
فإن المقاطعة جحيم ..
أضف تعليق