كتاب سبر

الألماني الذي أسلم على يد “أبو لهب “

مراد هوفمان السفير الألماني الأسبق في تركيا والذي يقول أنه إقترب من الإسلام كثيرا أثناء عمله في الجزائر وأيقن بأنه مسلم في تفكيره ..أعلن إسلامه بإحساس يقيني عندما قرأ سورة “المسد ” …”تبت يدا أبي لهب …”ىوالتي توعد فيها الله سبحانه وتعالى عدوه وعدو نبيه عليه الصلاة والسلام بنار جهنم هو وزوجته “حمالة الحطب” فسأل هوفمان أصدقاءه المسلمين إن كان أبولهب ميتا حين نزلت هذه الآية أم أنه كان على قيد الحياة أو أنه توفي بعدها مباشرة أو بعد فترة ..فلما علم منهم أنه عاش لفترة غير قصيرة بعد هذه السورة أيقن بأن القرآن كلام الله.

يقول هوفمان بأنه لو كان أبولهب وقف أمام الكعبة أمام كفار قريش ومشركي العرب وقال.. مدعيا وكاذبا ..أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ..لإهتز إيمان المسلمين بدينهم .. وبالنبي وبالوحي وبالقرآن ..لأن كلام الله أصبح والعياذ بالله غير صحيح ..فها هو ذا أبولهب يدخل الإسلام ..ولإنهار بنيان الإسلام الذي كان وقتها في مرحلة بناء الأساس ..ولكن الله أخرسه عن ذلك.

ويقول هوفمان إن الإسلام يدعو إلى الإهتمام بالدنيا وأن يحبها حتى يفوز برضا الله فالدنيا مزرعة الآخرة ..وما الآية “..ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ..”

إلا دليل إلهي على ذلك ..فلا يمكن نيل رضا الله سبحانه وتعالى والفوز برضاه ومحبته ومغفرته إلا من خلال العمل بالدنيا ..فالله سبحانه وتعالى يأمر المسلمين أن يعملوا لتكون كلمة الله هي العليا ..أي إظهار دينه على الدين كله في الأرض ..وهذا لايكون إلا بدولة إسلام قوية ترفع راية الدين ..والدولة القوية لا تكون إلا بجيش قوي يستند إلى نظام إداري قوي وهو مايعني إقتصاد قوي ..أي تقدم في الزراعة والصناعة والطب والتكنولوجيا والفنون والآداب ..وأن يذهب كل إلى عمله بنية بناء دولة قوية ترفع راية الإسلام ..فيكون الطبيب في عيادته مجاهدا في سبيل الله والمعلم في مدرسته ..والمهندس في ورشته وميدان عمله ..والأم في بيتها تربي جيلا صالحا من أجل تلك المهمة ..كلهم مجاهدون في سبيل الله..

فالإهتمام بالدنيا طريق رئيسي للفوز بالآخرة .