كتاب سبر

وطني.. عِش أنت إني متُّ بعدك

يالها من جملة تهد جبال ..وتبكي الصخر الأصم ..تلك التي قالها الرامي عبدالله الطرقي الرشيدي بعد فوزه بالميدالية البرونزية في أولمبياد ريودي جانيرو حيث قال بأنه لم يستطع أن يرفع رأسه وينظر إلى العلم الأولمبي يرفع بدلا من علم الكويت وعزف النشيد الوطني .

هل سمعتم يا معشر القراء الكرام عن الأخوة اللئام الذين جعلونا نبكي في عز لحظات الفرح ..هل سمعتم يا معشر القراء الطيبين عن الصراع بين بضعة أشخاص من أبناء الوطن الواحد ويدفع ثمنه الوطن ..هل تعلمون كيف يكون حال النعاج حين تجتمع عليها أنياب الذئاب ومكر الثعالب ..إننا هكذا في نظرهم ..مجرد نعاج ..لحوم تشوى في ساعات السمر في الليالي الملاح .

هل تعلمون يا معشر القراء المحترمين أنه في صبيحة الثاني من أغسطس 1990..أي يوم الغزو العراقي الغاشم ناشد المذيع في إذاعة الكويت المواطنين بتلبية نداء الوطن الذي يناديهم قائلا: أنه ساعة إستجابة نداء الوطن الذي لم يبخل عليكم أبدا ..إنه يناديكم فهبوا لنجدته ..ألا يستحق الوطن أن ننقذه من بعض أبنائه.
حين يفوز فهد الديحاني بالذهبية وعبدالله الطرقي بالبرونزية في أهم وأضخم حدث رياضي عالمي وفي إنجاز غير مسبوق ..بمبادرات شخصية دون دعم الدولة ..ولا تكاد الفرحة تهز القلوب حتى تتبعها غصة في القلوب ذاتها فتتحول إلى حزن وأسى..ألا تشعر بأن ثمة ما يجب أن يفعل من أجل الوطن..هذا الوطن الذي نعشقه ويعيش فينا قبل أن نعيش فيه.
وياوطني …عش أنت إني مت بعدك