كتاب سبر

سارة الدريس و”الشاويش عبدالمعطي”..!

وفق واقع انعدام الديموقراطية الحقيقية في منطقتنا وخنق وملاحقة حرية الرأي والتعبير فإن مؤيدي “السُّلطات” في عالمنا العربي يندرجون تحت هذه الفئات :
– الفاسد الذي تلتقي مصالحه مع مصلحة المتنفذ في السُّلطة.
– المؤيد لها خوفا من بطشها.
والنوع الثالث هو شخصية “الشاويش عبدالمعطي” في فيلم إحنا بتوع الأوتوبيس. ذلك المواطن البسيط القادم من الأرياف الذي يعمل لدى السُّلطة وينفذ أوامرها ظنا منه بأنه يحمي الوطن من “الناس الظلمة اللي في السجن” والمقصود بـ”الناس الظلمة” بعض معتقلي الرأي المعارضون للسلطة آنذاك.

شخصية “عبدالمعطي” كانت واضحة ملموسة في واقعنا الكويتي في السنوات القليلة الماضية من خلال كثير من الأحداث التي تعرض لها معتقلو الرأي.. أو ضحايا “محاكمة النوايا” تماماً مثلما حدث مع المغردة سارة الدريس، فكم من متشفٍ بجهل أيد حبس سارة بحجة “الحفاظ على النظام”.. كما كان يقول “عبدالمعطي” .. وقد خدعت “السُّلطة” هؤلاء من خلال استراتيجية : “استخدام الجانب العاطفي بدلاً من الجانب التأملي” التي تحدث عنها الفيلسوف الأميركي نعوم تشومسكي حيث وضحها قائلا: استخدام الجانب العاطفي هو أسلوب كلاسيكي للقفز على التحليل المنطقي والحس النقدي للأفراد بشكل عام، فاستخدام الجانب العاطفي يفتح المجال للعقل الباطني اللاواعي لغرس الأفكار والرغبات والمخاوف والقلق والحض على القيام بسلوكيات معينة.

و”السُّلطة” وإعلامها ونخبتها الاقتصادية والدينية والثقافية برعوا في السنوات الماضية في تحذير العامة مما وصفوه بـ “الخطر الخارجي” ومؤامرات “الإخوان” و”تقويض نظام الحكم” وكل ما روجت له السُّلطة من خطابات “عاطفية” حققت التأثير المطلوب لدى أفراد من الشعب ضد أفراد آخرين من الشعب، وكنا نلمس ذلك في كل قضايا الرأي.

الذي حدث مع سارة الدريس أمر خطير على الأمن والسلم الاجتماعي في الكويت ويضرب الإنسانية والقيم في مقتل، ف سارة الدريس “كويتية” والذين وشوا بها للجهات الأمنية “كويتيون” رغم توضيحاتها وشرحها لكنهم لم يرحموها !

في داخلي أتمنى لو أن الذين وشوا أو تشمتوا بسارة ظروفهم وواقعهم يشبه ظروف وواقع “الشاويش عبدالمعطي” الذي كان “فداويا” للسلطة ولكن عن جهل حيث استغلت فيه إخلاصه لوطنه وضربت بيده كل معارضيها.. لكنه في نهاية الأمر أدرك الحقيقة وعلم بأنه تعرض لعملية خداع وغش على أيدي رؤساءه في العمل.

تعليق واحد

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.