بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى “يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور ﱠ لقمان: 17
بيننا وبين الفساد معركة طويلة ومستمرة ومشكلتنا في الكويت إن الفساد منظم ومتحد ومتفق على توزيع الحصص والأدوار ومتغلغل في إدارات الدولة واستطاع تشكيل بطانة سوء فاسدة محيطة ببعض أصحاب القرار تعزلهم عن الشعب وعن المصلحين وتزين لهم السوء وتصور لهم الأمور في البلاد على غير حقيقتها بل وتحرض السلطة على مواطنيها بينما المصلحون متفرقون في الوسائل والأهداف المرحلية وان اتفقوا على الغايات النهائية والشعب الكويتي يقف حائراً بينهما فمن ناحية يرى الديرة تسرق وتنهب من المفسدين ويرى مكتسباته الدستورية والاقتصادية تتآكل أمامه على يد تحالف الفساد ويعيش واقعاً مريراً من تردي مستوى التعليم والصحة والخدمات العامة ويدفع من وقته و جهده وماله ضريبة هذا الفساد و في نفس الوقت قلق على مستقبل وطنه وأبنائه من بعده ، وعلى الناحية الأخرى يرى المصلحين كلما هبوا إلى الإصلاح فبدؤوا البدايات الصحيحة ما لبثوا أن دخل عليهم من يفسد جمعهم و يحرش يبنهم ويشتت جهدهم فترى بأسهم بينهم شديد ومن صبر منهم ما لبث أن خارت قواه وفترت عزيمته على الإصلاح لما يعانيه من ضريبة الإصلاح على نفسه وأهله وماله ووقته وكذلك بسبب الحل المتكرر لمجلس الأمة الذي لا يتيح للمصلحين إصلاح أحوال البلاد والعباد ومحاسبة المفسدين ولا زلنا على نفس المنوال .
اليوم الكويت تحيط بها أخطار داخلية و خارجية يهدد وجودها واستقلالها والوضع لا يحتمل المجازفة بالتأخر عن التصدي لها والمطلوب من المصلحين هو أصلاح النية لله جل وعلا ثم البدء بالإصلاح في ديننا ودنيانا وتوطين النَّفس على الصبر وطول النَفَس والحكمة في المعالجة وتحديد الأهداف لكل مرحلة وضع الصورة الحقيقية أمام الشعب الكويتي ليكون شريكاً في الإصلاح وداعماً للمصلحين ومعيناً لهم على التصدي للفساد وأهله .
إن الكويت بلدنا جميعاً إن تركناها سنخسر جميعاً وإن رعيناها سنربح جميعاً وان اللصوص والمفسدين يريدون سرقتها منا فلا ينبغي أن نتركها لهم حتى لا نندم ولات حين مندم .
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم ” إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة ” . رواه البخاري .
والله والمستعان
أضف تعليق