برلمان

الشعارات الانتخابية لمرشحي “أمة 2016” تغزو مختلف وسائل الإعلام

بينما تستعد الكويت لإجراء انتخابات مجلس الأمة في 26 نوفمبر الجاري بدأت تغزو مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية شعارات انتخابية تختلف من مرشح لآخر لكنها تلامس في مجملها قضايا يتفاعل معها الناخبون.
وتصب الشعارات الانتخابية للمرشحين والتي حملت لواءها شركات الدعاية والإعلان في خانة الوعود والأمنيات وذلك لكسب أصوات ناخبيهم والتأثير عليهم في مختلف الدوائر الانتخابية فيما اكتفى آخرون بسياسة “حذف العقال” وطلب الفزعة من قبيلتهم بدلا من تقديم برامج واقعية تجذب إليها الناخبين.
إلا ان هذه الشعارات التي تعبر عن مطالب ووعود مختلفة تفتقد لبرامج تنفيذية واضحة ما دفع الكثيرون إلى التشكيك بها بسبب تجارب سابقة ووعود مشابهة وصفت بأنها “مزيفة”.
وفي خضم السباق الانتخابي على 50 مقعدا في البرلمان لجأ معظم المرشحين إلى شركات الدعاية والإعلان للترويج لحملاتهم وشعاراتهم الانتخابية على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي إيمانا منهم بأن الشعار يبقى له تأثير كبير على الناخبين.
وفي هذا الاطار يرى عدد من الأكاديميين الكويتيين أن الشعار الانتخابي يبقى من الادوات التي تساعد المرشح على الفوز بأحد مقاعد البرلمان دون اغفال جوانب مهمة اخرى ومنها الاجتماعية والسياسية والنفسية والثقافية.
إلا انهم قالوا أن معظم شعارات المرشحين يجري اختيارها بطريقة عشوائية غير مدروسة بسبب عدم قدرتهم على تشخيص الواقع وفهم تطلعات الناخبين وحاجاتهم.
وقال أستاذ الإعلام في كلية الآداب في جامعة الكويت الدكتور فواز العجمي: إن الشعار الانتخابي مهم جدا بالنسبة للمرشح ويعكس هوية ورؤية الحملة الانتخابية التي ينطلق منها لكنه يبقى في النهاية عاملا مساعدا من ضمن عوامل أخرى وليس رئيسيا.
وشدد على ضرورة اختيار الشعار الانتخابي بعناية كاملة بحيث يكون مبينا على أسس سليمة تعكس أفكار المرشح وأهدافه في المرحلة المقبلة.
وقال أن الشعارات الانتخابية قد تختلف من مرشح لأخر لانها تعتمد على طبيعة الدائرة وناخبيها لافتا الى أهمية ان تكون تلك الشعارات واقعية وملامسة لاحتياجات وهموم الناخبين.
وأضاف ان الشعار الانتخابي للمرشح قد لا يحظى بالقبول لدى الناخبين في الدوائر الانتخابية لان لكل دائرة طبيعة خاصة من حيث المطالب والاحتياجات.
وحول اختيار المرشح للشعار نفسه لدورات انتخابية متعددة ذكر العجمي ان “هذا الأمر نسبي لأن قضايا المواطنين تختلف عن السابق أما إذا استمرت فيبقى التجديد مطلبا مهما لمواكبة المتغيرات”.
من جهته قال أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتور عثمان الخضر، إن اختيار الآليات المناسبة في الشعار الانتخابي لمخاطبة الناس وكسب اصواتهم يعتمد على ثقافة الناخب بالدرجة الاولى.
وأوضح ان “الآليات المتبعة في المجتمعات الغربية للتأثير على الناخبين قد لا تصلح في مجتمعاتنا ولاسيما المجتمع الكويتي الذي له خصوصية وتركيبة اجتماعية وثقافية تميزه عن غيره من المجتمعات”.
وذكر أن “الشعار الانتخابي لا يرقى كمتغير حاسم ومهم في نجاح المرشح ما لم يقرن بالابعاد الاجتماعية والقبلية والعائلية والثقافية التي تبقيه على تواصل دائم ومباشر مع الناخبين”.
ولفت في هذا الصدد إلى أهمية وسائل التواصل الاجتماعي التي مكنت المرشحين من الوصول بسهولة إلى الناخب لعرض برامجهم الانتخابية والتأثير عليه.
وقال ان للشعار الانتخابي التفاؤلي المصحوب بطرح إيجابي تأثيرا نفسيا مهما على الناخب لاسيما إذا كان يمس احتياجاته الفعلية ويتفاعل مع الظروف التي تحيط بالبلاد.
من جانبها قالت أستاذة العلوم السياسية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتورة حنان الهاجري، ان الشعار الانتخابي في المجتمعات الغربية له تأثير مباشر على الناخبين ويعد في كثير من الأحيان العنوان الرئيسي الذي يقدم من خلاله المرشح برنامجه الانتخابي.
وأشارت على سبيل المثال إلى الشعارات “الإيجابية” التي طرحها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2008 وحملت عناوين (نعم نستطيع) و(التغيير) و(الأمل) إلى جانب الشعار الذي طرحه في انتخابات 2012 بعنوان (للأمام) مروجا من خلالها لفكرة “أن كل ما تحلم به تستطيع تحقيقه”.
وذكرت الهاجري أن هناك حالات نادرة جدا في الكويت أدى فيها الشعار الانتخابي دورا إيجابيا في ترويج أفكار المرشح أو برنامجه الانتخابي.
واعتبرت أن مصطلح “شعار انتخابي” بات يحظى بسمعة سيئة عند الكويتيين وأصبح يستخدم للتدليل على الوعود “المزيفة” التي يطلقها المرشح من اجل كسب الأصوات.

وحذرت من تكرار الشعار الانتخابي للمرشح مع كل انتخابات، مشيرة إلى ان الأحداث والثقافة والقيم المجتمعية تتغير بشكل مستمر ما يتطلب مواكبة التطورات والمسميات.

وقالت أن “الشعارات الانتخابية استخدمها منذ زمن بعيد السياسيون في مختلف أنحاء ألعالم وهي انعكاس لظروف مرحلة زمنية معينة لذا لا نراها تتكرر عند الاحزاب السياسية في الخارج بل عملت على ابتكار شعارات حديثة تواكب كل فترة باحداثها مختصرة رسائل مطولة بجملة قصيرة ومركزة يسهل على الناخبين تذكرها”.
وأضافت الهاجري أن “الشعارات الانتخابية التي يختارها المرشحون أو لجانهم الإعلامية لا يبذلون فيها جهدا كبيرا فتأتي شعاراتهم مكررة او مشوهة أو تفتقد لعنصر الجذب”.